المرأة التي هاجرت الى سفر الذهول
لم تكن سوى قنينة العطر التي سقطت عنوة
من مرآة آهاتي !
الأنثى التي بارَكها الربُّ ، وخبأها في عينيّ نجمة ، لم تكنْ
سوى فراشة بيضاء إستدرجَها الوهج لتنثرَ أكاليل جناحَيّها
على وميض النار
الآهة التي حملتها غيمة البكاء ، لم تكنْ
سوى روح مجروحة ،
تشكلت من الطين وكان مصيرها سُحْقَ سكاكرها تحت ضربة حافر
لا جديد أيتها الأُنثى ...
فالنشوة التي أطلقتْ نهر العصافير من قفصها ، لم تكنْ
سوى روح انثى معلقةعلى
رفيف اجنحة رجل حسِبتها من الملائكة
ولا جديد ....
لولا تلكَ اليد المغمسة بالموسيقى ، والطالعُ من أنغامها
هديلُ الحمام لما كنت يا انتِ
أخلعُ لهيبكِ ، أشنقُ ابتساماتكِ ، أذبحُ عاداتكِ
وأتصدقُ بالباقي من خياناُتكِ ..
وأركض على خطوط زُّرقة البحرِ
وأغمس رنين أصابعكِ بفيضٍِ.......
خضرة الأشياء فلولاي لتعثرتْ أقدامُكِ ألفَ خطوةٍ للوراء
ورجعتُ بنضائدَ أُنوثَتَكِ واختبأت خلف الأسوار ...
يا أنتِ، يامن تلاحقِ حبالك ِالكاذبةعن حناجر النايات ، دعِ غيومكِ
المبجَدَة بالرحيل بعيداً عن هنا....
لا جدوى والبلل يتقطر مني ..
لا قصائصي تعلن إفلاسها ولا إندلاعي ينكس الرماد !
ماذا أُريد ؟؟
أريد أن أتمســـرح
أعودُ من حيثُ لم أبدأ
أتقمص العصيان صورة
وأجاهر بخيانات طفحيَّة
فلستُ إلا رجلٌُ وضعَ أساوِرَ النخل
على أطرافَ جمالياتَ التكوين وإن َلم أُثمر
ليس عندي مايثير....
تفضلي ... واجلسي هنا
هنا أمامي مثل طلٍ تحول لركامٍ وأقبَّية من رماد......
لنشربَ شاي الصباح سويةً....
ونرتدي وشاحَ ملوحةً السماوَة ونستغفر ...
ونتجرجر نحو المجهول ولا نتعقل
لاجديد ...
تفضلي واجلسي هنا
الموت هنا أمامي قاب قوسين أوادنى فتمهلي
لمَ العجلة !
فأنتِ وحدكِ تعلم أن الارض ليست بالضرورة كروية في تأويلي
وإنَ شجرَ اللوزَ يزهرُ حين يسلم زرعه من هجوم الجراد المتطفل
هل تعلمي ؟
كل نساءَالأرض متشابِهتيّن كأكواب الكريستال اليدوية الصنع
عراة
نعم عراة إلا من مخالب
اما أنتِ عارية كوليد
كبنفسجٍ نديّ
كسريرٍ عبرهُ عاشقان على عجلة
كماءٍ شقّ جبين الصخر زلاله
يا إمرأة في حجم الكابوس
إصنعي جميلاً وارحلي
اأفِقيني منكِ
لن تأكليني نيئ فأنا مستوي كإستواء سماءٍ تخضّ حليب المرضعات
ماذا تفعلي ؟؟
اطلقِ كوثرَ أُنوثَتَكِ وتظاهري بالشوارع واصرخي انا إمرأة
ارتجفُ قليلاً
نعم هكذا ...
وأعدي ترتيبَ هندامَكِ وتخفي مني حيثُ تشاءِ واظهري ساعة يحلو لكِ الفضحُ.....
ولا جديد ......
تفضلي واجلسي هنا ...
فلم أعُد أخشى أنفاساً ساخنة تثير الفحيح
أُنفضِ بكارة هذا الخواء
وحاصريني كالمس
طوقيني بوهمٍ ورقصٍ واشتهاءٍ وموت ....
لا جديد ...
أي حرٍ سيمنعُ مسامي من الانتفاضَ على راحتيكِ ...
امسكِ بناصيتي ودغدغي النصيب على جبيني
ودعِ عناكبكِ تحيكُ شباك اصطيادي
لن أخضع ......
وإن سقيّتِ العشبُ النابت فوقَ أبوابي كل ليلة
حتى أن ملأتي أصابعي بالخواتمِ ..
ونصبتِ في رقبتي تمائم أفضالكِ
لن أخضع ...
فأنا لا أرى غيرَ جبهةٍ مشققة كتبَ عليها عبارة " شبه إمرأ’ "
يعربد عليها كأسٍ وغانية !!
فمالجديد ؟؟
حمزة الهندي