عصفت بي الأنواء فما أبقت سوى جسد ذوى من سقم ، نار الجوى في الحشا قد استعرت ، والعين أذبلها سجمها .. وطول السهد و السهر .
يا لوعة المشتاق .. في ليلٍ وفي سحر ، والفجر ينبلج على مآق تلونت بلون الدمع .. زاغت بها النظرات في امتداد الكون ، تسربلت بأهداب أعياها أرق الليالي .. ومناجاة القمر ، تغفو النجوم في مخادعها ..وهي تحلق في دياجير الليل بحثا عن نجم قد أفل ‘ ترقب مولد الفجر .. علَّ الفجر يحمل معه منه الخبر .
يا من رحلت ؛ تتبع أسراب الطيور المهاجرات ، تبحث عن النسيان والسلوى ، أتراك في رحلة التغريب قد شفا جرح قلبك واندمل !! أتراك قد نسيت أو تناسيت من خلفته خلف أسوار الجراح !! وبسطت جناحيك للريح تحلق في فضاء لست تدري إلى أين .. دون عنوان أو خبر .
أتراهم من سلخوني عنك قد ارتاح منهم الضمير حين قتلوا فينا الأمل !! فرقوا بيني وبينك ، وبحكم القبليِّة حكموا .. على قلبي وقلبك ، ظنوا أنهم قادرين على قتل الحب فينا ، وقتل الأشوق فينا !!
ما علموا أن عشقي قد بلغ مني مسرى الدم في الشريان .. بات جزء من تكويني .. في تنهداتي .. في نظراتي .. في خفقاتي وحتى في نظرات عيوني ، قد خابوا إن ظنوا أنهم استطاعوا انتزاعك من نفسي ، وأن أنساك حتى في لحظات جنوني .
أيا طيورا مهاجرات ، احملوا مني كتابا طويته على حر أشواقي واختلاجات الفؤاد المنفطر .. خبروه بالله عني بأني جسد يحتضر .. تنازع الروح فيه البقاء علَّها تلتقي عيناي عيناه قبل الرحيل .. فيكون آخر من نُظِر ..