بسم الله الرحمن الرحيم
*¤§(آدم في مخاض)§¤*
"لما لا تدعني"
همست في أذنه بدافئ همسٍ
كدفء يديها حين تحتويهما يديه
"لما لا تحررني"
وتخط على صدره بنعومة أظافرها
وصلاً لسر حب يديها ملامسة خشونته الغائرة في ذاتها
تحاول أن تتحسس
مكامنها في داخله
منبتها
ومقامها
تتلمس ضلوعه بأناملها بشغفٍ
قد تتلمس ضلعها الذي منه خُلقت
"دعني لصوتك الأجش"
غمض عين واحتضان
تجتاح بعمقها أعماقه
فتكون فيه ومنه سكوناً بلا غنج
ويتبادل خدها ثم أنفها مناوبة على استئصال إكسير حياتها من لحيته
وتنثر شعرها المجنون
"زدني وزدني"
ليزداد الإكسير نزفاً ونزفاً
حتى تغيب في هيبته وجلالته
إلى ذلك الحين
حيث تقاسمت معه قضمات من التفاحة
ثم خَلَفَهُ موروث متتابع من أجيال حواء الأمس
حواء الوحيدة المتبقية اليوم
والتي احتفظت بحواء
كأنثى تستحق الحب
والثواب
نظر لها آدم اليوم
ثم نظر للوجود
ثم أكتحل من رمشها المسكون
فقال: "يا لسحرك ياحواء"
فأطفقت عليه أوراقاً من خيوط الحياة
من كل إبداع الوجود
كنوزاً
بين يديه
ثم نظر للوجود
وأحل منها كل القيود
ثم أومئ باغترار
"جعلتني يا فتاتي أشعر أنني فرعون
وإنني إله معبود
فانطلقي يا كليوباترا فأنتي حرة"
حَلَّقَت حواء
دُهِشتْ من بهاء الكون
ثم هامت وأبتعدت
ثم إستوحشت
ثم أضناها حنانها لآدم
ثم همست له من البعيد بنفس الصوت
"قتلت حواء الأخيرة في أحشائي بفك قيدي يا فرعون
قيدي بك كان وصلي المعصوم
وفكاكه كان هلاكي المحتوم"
وهكذا
هكذا تموت حواء الأخيرة
بإحساس أنثى أكتب
لا أدعي إدراك مفارقاته الجذرية ولا القرائن الفرضية مع طبيعة الرجل
ولكنني أتمعن الآن حين أكتب فيها بذاك اللطف والوداعة والسكون والهدوء
وتشكيل متلائم مع نعومة كتاباتهن البنفسجية
منذ أن نظرت هي للقلم
وخطت رسالتها الأولى لآدم
حتى أدمنت شفتيها رحيق الرصاص
ونالت خطوطها النشوة الأولى في رحم آدم
ذاك كان في كتاب حواء اليوم
لغة إدراكٍ جديدة
كيف ستعود للجنة يا آدم؟
لن تعود لها
إلا أن أعدت حواء لكنفك
ثم حملتها في رحم ضلعك
في مخاضٍ جديد
تقبلوا جميعاً بكل الحب خالص تحياتي وعميق تقديري؛؛؛
أخيكم