لم يكن فرويد هو الذي ابتكر فكرة العقل اللاشعوري unconscious mind مقابل العقل الشعوري conscious mind ، إلا أنه بالتأكيد المسؤول عن جعله مبسطاً (Boeree, 2001, pp.3 - 4 ).
والعقل الشعوري؛ هو ما تدركه عن لحظة معينة Moment particular، وعن مدركاتك الحالية perceptions present ، وعن ذكرياتك memories ، وأفكارك thoughts، وتخيلاتك fantasies، ومشاعرك feelings. ويعمل عن كثب مع ما سماه فرويد ما قبل الشعور preconscious ، الذي قد يدعى بالذاكرة المتيسرة "available memory"؛ وهو أي شيء يمكن أن يكوّن الشعور، مثل الذكريات التي لا تفكر بها في اللحظة الحالية إلا أنه يمكن تذكرها بسهولة. غير أن فرويد قد نوّه إلى أن تلك، ما هي إلا أجزاء صغرى smallest parts !. أما الجزء الأكبر بكثير فهو اللاشعور unconscious. ويتضمن كل الأشياء التي ليس من السهل أن تكون موجودة في حدود الوعي awareness، ومن ضمنها عدد من الأشياء التي يوجد مصادر لها، مثل دوافعنا drives، أو غرائزنا instincts كما يسميها فرويد، والأشياء التي لا نستطيع تحمل النظر فيها، مثل الذكريات والانفعالات المتزامنة مع أذى نفسي ((Ellenberger, 1970, p.932.
وتبعا لفرويد، فإن اللاشعور هو مصدر الدوافع، سواء كانت رغبات بسيطة
simple desires لطعام أو لجنس، أو قسريات عصابية neurotic compulsions أو تلك الدوافع التي تكون وراء الفنان أو العالِم. ومع ذلك، فنحن غالبا ما نميل إلى أن ننكر deny أو نقاوم resist جذب الشعور لتلك الدوافع، وأنها غالبا ما تتيسر لنا بشكل مقنَّع (Woodworth, 1929, pp.484-486).
ألهي، والأنا، والأنا الأعلى The id, the ego, and the superego
تبدأ الحقيقة السيكولوجية الفرويدية مع العالم الحافل بالأشياء. ومن بين تلك الأشياء هناك شيء خاص جدا، هو الكائن الحي organism. وتكمن خصوصية الكائن الحي في كونه يعمل من أجل البقاء survive، ومن أجل التناسل reproduce ، وأنه يوجَّه نحو تلك الأهداف بواسطة حاجاته، مثل الجوع hunger، والظمأ thirst، وتجنب الألم the avoidance of pain، والجنس sex (Kaufmann, 1980, p.494). وإن الجزء الأكثر أهمية في الكائن الحي هو الجهاز العصبي nervous system، الذي من مميزاته حساسيته إلى حاجات الكائن الحي. وعند الولادة، يكون ذلك الجهاز العصبي بالنسبة للكائن البشري صغيرا أكثر مما هو عليه لأي حيوان آخر، وهو عبارة عن ( id أو it). فإذا عُد على أنه (id) – وتترجم إلى العربية "الهذا" وهي مصدر الطاقة الغريزية ، وستسميها الباحثة كما هو شائع لها "هي" – ستترجم حاجات الكائن الحي إلى قوى دافعية motivational forces تدعى بالألمانية Triebe التي يمكن أن تترجم إلى غرائز أو دوافع instincts or drives، وقد سماها فرويد بالأمنيات wishes. وتسمى تلك الترجمة من الحاجة إلى الأمنية بالعملية الأولية primary process. وتعمل الـهي طبقا لمبدأ اللذة pleasure principle، الذي قد يُفهم كأنه يطلب تلبية الحاجات حالاimmediately . فلنتصور جوع الطفل الرضيع، فإنه لا يعرف ماذا يريد بنفس المعنى الذي يفهمه الشخص البالغ؛ إذ أنه فقط يريد شيئا (it) ويريده الآن. وإذن فإن الطفل الرضيع على وفق وجهة نظر فرويد خالص أو تقريبا خالص الـهي، - أي أن لديه الهي على نحو صرف – وتعد الـهي لاشيء إذا ما لم تكن الـنفس psychic تمثل جانبها الإحيائي biology. ففي حالة الرغبة للطعام، مثل تخيّل شريحة لذيذة من اللحم، قد تكون كافية لإرضاء الـهي إلا أنها لا تكون كافية لإرضاء الكائن الحي. وقد نلاحظ أنه، عندما لا تملك أن تُشبع حاجة ما، مثل الحاجة إلى الطعام، فإنها سوف تبدأ تطلب اهتمامك attention أكثر وأكثر، إلى أن تصل إلى حد أنك لا تستطيع أن تفكر بأي شيء آخر غيرها. تلك هي الرغبة أو الدافع الموجود في الشعور. ومن حسن حظ الكائن الحي، أن هناك حصة صغيرة من العقل، هي الشعور، تتصل بالعالم من خلال الحواس senses. وحول هذا الجزء الضئيل من الشعور، وخلال السنة الأولى من عمر الطفل، فإن بعضاً من الـ "it" يصبح "I "، وبعضاً من الـ "id" يصبح "ego". وأن الـ "ego" – التي تترجم إلى العربية "أنا" أو الذات، وستسميها الباحثة كما هو شائع لها "أنا"- تربط الكائن الحي بالواقع بواسطة المعاني الخاصة بشعوره، وأنه يبحث عن موضوعات لإشباع الرغبات التي تخلقها الـهي لتمثل حاجات الكائن الحي. وقد سميت تلك الفعالية لحل المشكلة problem- solving بالعملية الثانوية secondary process. ولا يتشابه الأنا مع الـهي، فهو يعمل وفق مبدأ الواقع reality principle، وكأنه يقول "أجِّل اهتمامك بالحاجة لأقرب وقت تجد فيه الموضوع المناسب لها" "take care of a need as soon as an appropriate object is found". وإذن فهو يمثل الواقع وما هو منطقي بشكل كبير. ومع أن الأنا يكافح من أجل إبقاء الـهي (وبالتالي ، الكائن الحي) سعيدا، إلا أنه قد يقابل عقبات في العالم، وأحيانا يقابل موضوعات قد تعاون فعلا في بلوغ أهدافه. فيحتفظ بتسجيل لتلك العوائق obstacles وتلك المعاونات aides، ويترك أثرا بشكل خاص للمكافآت reward والعقوبات punishments التي يقدمها اثنان من أكثر المواضيع تأثيرا في الطفل؛ وهما الأم والأب. وهذا التسجيل للأشياء – رفض وخلق إستراتيجيات – هو لتكوين ما هو معروف باسم الأنا الأعلى "superego"، وهذا لا يكتمل قبل سن سبع سنين. وأنه لا يكتمل أبدا عند بعض الناس!. وهناك مظهران اثنان للأنا الأعلى: أحدهما هو الضمير conscience؛ الذي هو عبارة عن اندماج للعقوبات والمكافآت في النفس. والآخر هو الأنا المثالي ego ideal؛ الذي يُستمد من مكافآت ونماذج ايجابية positive models مقدمة من قبل إلى الطفل. وينقل كل من الضمير والأنا المثالي متطلباتهما إلى الأنا مع مشاعر معينة مثل الازدراء pride ، والشعور بالذنبguilt ، والشعور بالخجل shame. وإننا إذا اكتسبنا في طفولتنا، مجموعة حاجات جديدة مصاحبة لرغبات معينة، فإن هذه الفترة هي التي يظهر فيها دور المجتمع social أكثر من المصادر البيولوجية biological origins. فقد تتضارب Conflict تلك الرغبات بسهولة مع إحدى رغبات الهي، وتتدخل الأنا الأعلى التي تمثل المجتمع، والتي غالبا لا تريد شيئا أكثر من أنك لا تشبع أبدا حاجاتك بالشكل الذي تريده الـهي (Boeree, 2001, pp.3- 4 ).
غرائز الحياة وغريزة الموت Life instincts and the death instinct
رأى فرويد أن كل سلوك يسلكه الإنسان إنما هو مدفوع بدوافع أو غرائز، هي عبارة عن صور عصبية neurological representations لحاجات جسمية physical. وأشار فرويد إليها في البدء على أنها غرائز الحياة life instincts. وإن تلك الغرائز؛
أ. تديم perpetuate حياة الفرد، بدفعه للبحث عن الطعام والماء.
ب. تديم بقاء الأنواع species، بدفع الفرد للحصول على الجنس.
وإن الطاقة الدافعة لتلك الغرائز هي الحيوية "oomph" التي تزود نفوسنا بالقوى، وقد سماها فرويد "لبيدو" Libido وهي من كلمة لاتينية نحو "I desire". وإن الخبرة السريرية لفرويد قد قادته ليرى أن الجنس هو أكثر أهمية بكثير من الحاجات الأخرى في داينميات النفس dynamics of the psyche - القوى المحركة للنفس -. فنحن بعد كل ذلك مخلوقات اجتماعية، وأن الجنس هو أكثر الحاجات اجتماعيةً. فضلا عن أنه علينا أن نتذكر أن فرويد لم يحصر مصطلح الجنس في الاتصال intercourse بل تضمن المصطلح أكثر من ذلك بكثير، وعلى أية حال، فإن (Libido) قد تأتي لتعني الدافع الجنسي. (Boeree, 2001, pp. 4 -5 )
القلق Anxiety
قال فرويد؛ إن الحياة ليست سهلة "Life is not easy"
إن الأنا "ego"، والـ " I " تقع في مركز قوتين؛ الواقع reality والمجتمع society على أنهما قوة يعبر عنها بواسطة الأنا الأعلى superego؛ والقوة الثانية البيولوجية يعبر عنها عن طريق الـهي id. وعندما تُحدث هاتان القوتان تضاربا conflicting بمتطلباتهما على الأنا المسكينة، فإن ذلك سيكون واضحا إذا شعرت بأنك مهدد threatened ، وتشعر بأنك منسحق overwhelmed ، وتشعر كأن كل شيء آيل للانهيار بفعل كل شيء. إن هذا الشعور يدعى قلقا anxiety ، وأنه يؤدي خدمة في أنه يُعَد إشارة للأنا من أجل بقائها. وقد نوه فرويد إلى ثلاثة أنواع من
القلق:
الأول هو القلق الواقعي realistic anxiety، الذي يسميه كل منا الخوف fear. اختبر فرويد ذلك في ألمانيا. لكن بينت ترجماته "للخوف" على أنه دنيوي! مثلا، إذا أنا رميت عليك شيئا من سم الأفاعي، فإنك ستختبر القلق الواقعي.
والثاني هو القلق الأخلاقي Moral anxiety، وهذا ما نشعر به عندما يأتي التهديد ليس من الخارج outer – ليس من العالم المادي- ولكنه يأتي من عالم الأنا الأعلى. أنه، في الواقع، عبارة عن مشاعر بشكل خجل وشعور بذنب وخوف من عقاب.
والنوع الثالث والأخير هو القلق العصابي neurotic anxiety ؛ وهذا عبارة عن خوف من وجود ما يربك من نزوات من الـ id. وإن كلمة Neurotic هي كلمة لاتينية من nervous عصبي، ولذا فهذا النوع هو قلق عصبي nervous anxiety (Boeree, 2001, p.5 ).
آليات الدفاع Defense mechanisms
تتعامل الأنا مع متطلبات الواقع reality، ومع الهي، ومع الأنا الأعلىsuperego بأفضل ما تستطيع. ولكن عندما يصبح القلق غامرا overwhelming، فإن على الأنا أن تدافع عن نفسها. وهكذا تعمل لا شعوريا على المنعblocking أو التحريف distorting للأشياء التي تدعو إلى القلق لتجعلها في شكل أكثر قبولا، ليقلل من وطأة التهديد. وقد سميت التقنيات techniques المستخدمة في تلك العملية ميكانزمات الأنا الدفاعية the ego defense mechanisms .
وإن فرويد، وابنته Anna، وبقية تلامذته كانوا قد كشفوا عن بعضها إلى حد ما (Boeree, 2001, p.5 ). وإن أهم تلك الميكانزمات ما يأتي:
أ. الكبت Repression: الذي أطلقت عليه Anna F. اسم النسيان المدفوع "motivated forgetting"؛ وهو عدم التمكن لاستدعاء موقف مهدد
threatening situation ، أو شخص، أو حدث من الذاكرة. وإن هذا النوع من الدفاع يعد خطرا، ويشكل جزءا من معظم الدفاعات الأخرى
apart of most other defenses. وإن الخوف غير العقلاني الذي يسمى "الرهاب" phobias مثلا، مستمد من كبت المواقف شديدة الأذى النفسي التي حدثت في الطفولة. ومن المعروف أن الدفاع يكون في أفضل حالاته عندما يكون لاشعوريا. (Boeree, 2001, p.6 ).
ب. الزهد Asceticism أو التخلي عن الحاجات (نكران الذات) renunciation: وهي الآلية التي لم يسمع عنها معظم الناس، إلا أنها عادت اليوم مع نشوء اضطراب يدعى فقد الشهية للطعام anorexia لتصبح وثيقة الصلة بموضوعه. فعندما يشعر المراهقون خلال فترة مراهقتهم المبكرة بالتهديد من انبثاق رغباتهم الجنسية، قد يحاولون لا شعوريا أن يحموا أنفسهم، وذلك بإنكار كل رغباتهم، وليس فقط رغباتهم الجنسية. فإننا نراهم منغمسين في أنواع من الزهد (مثل الرهبنة) إذ أنهم يتنسكون أو ينكرون renounce اهتماماتهم بما يتمتع به الآخرون. وفي نظرية فرويد، يُعَد إباء البنات للطعام هو غطاء لإنكارهن النمو الجنسي لديهن (Boeree, 2001, p.6 ).
ج. الإحلال Displacement: وهو أن توجَّه وجهة جديدة لنزوة impulse معينة إلى هدف بديل target substitute. فإذا كانت النزوة أو الرغبة desireهي حسنة معك، لكن الشخص الذي توجهها نحوه هو مهدِّد جدا threatening يمكن عندها أن تزيحها displace لشخص ما أو شيء ما يستطيع أن يؤدي البديل الرمزي symbolic. فالشخص الذي يكره أمه مثلا، قد يكبح ذلك الكره، لكنه يوجهه بدلا منها إلى النساء بشكل عام. وإن بعض الأشخاص لم يصادف أن يحب شخصاً ما قد يجعل بديلا لذلك الحب حبه للكلاب أو القطط . أو قد لا يشعر البعض بإرضاء رغباتهم الجنسية مع شخص ما، فيعوضون عن ذلك بنوع من الانحراف يدعى "الأثرية" fetish وهو تركيز الرغبة الجنسية على أثر يخص الشخص المرغوب، كأن يكون حذاءه أو خصلة من شعره… الخ. وبعضهم من يُحبطه رؤساؤه في العمل، فما أن يعود إلى البيت حتى يرفس الكلب، أو يضرب أفراد العائلة (Boeree, 2001, p.7 ) .
د. التحول ضد النفس turning against the self: وهو نوع خاص جدا من الإحلال displacement ، حيث يصبح الشخص نفسه هو الهدف البديل. ويستخدم اعتياديا؛ رجوعا إلى بغض hatred ، وغضب anger، وعدوان aggression أكثر مما يستخدم مع النزوات الموجبة أو الواقعية positive impulses. وهو التفسير الفرويدي لعدد من مشاعرنا بالدونية inferiority، وبالذنب guilt، وبالضعف depression. وإن فكرة أن يكون الضعف هو نتيجة الغضب فإننا نرفض أن نعترف أنه مقبول من عدد من الناس، سواء الفرويديون وغيرهم. مثال على ذلك؛ يقول Boeree منذ مدة من الزمن، وحيث لم أكن أشعر أنني على ما يرام، فإن ابنتي ذات خمس سنوات، قد سفكت كوب الحليب في غرفة الجلوس. فاندفعت فجأة عليها، قائلا بأنها خرقاء، وعليها أن تتعلم كيف تكون يقظة، وقلت لها ما لم أقله لها من قبل… فوقفت بمكانها متيبسة وكأن نارا تبدو في عينيها، وبسبب كل ذلك، ضربت نفسها على رأسها عدة مرات! بشكل واضح، كانت تفضل أن تسحق رأسي، لكن، يجدر بنا أن لا نفعل ذلك. وليس من الضروري أن أقول، بأنني أشعر بالذنب منذ ذلك الوقت (Boeree, 2001, p.7).
هـ. الإسقاط Projection الذي أسمته Anna F. بالتنحية نحو الخارج displacement outward: وهو معارض تقريبا للتحول ضد النفس turning against the self . ويتضمن الميل لرؤية رغباتك غير المقبولة في أناس آخرين. بكلام آخر، فإنه لا تزال هناك تلك الرغبات، غير أنها لا تُعَدّ رغباتك بعد الآن. وأعترف أنني كلما أسمع أحدا متذمرا، كأن يقول كيف يكون كل الناس عدوانيين! أو كيف يكون كل الناس منحرفين، أميل للعجب إذا كان هذا الشخص لا يملك عدوانا أو خطاً جنسياً في نفسه، هو على الأكثر غير معترِف به. ودعني أضرب لك مثلا على ذلك؛ زوج مخلص وأمين، يجد نفسه ينجذب بشكل فظيع إلى امرأة أخرى جذابة فيغازلها. إلا أنه بدلا من الاعتراف لنفسه بأنه انحرف بقوة، يصبح أكثر غيرة على زوجته، ومهتماً باستمرار بمسألة إخلاصها، وما إلى ذلك (Boeree, 2001, p.7).
و. غرس الفكرة Introjection: ويسمى أحيانا بالتماثل أو التطابق identification. وهو أن تُدخل مع صفات شخصيتك الخاصة صفات تخص شخصاً آخر… فمثلا، الطفل الذي يُترك وحيدا مرارا، قد يحاول بطريقة ما، أن يكون هو "ماما" لغرض إنقاص مخاوفه. وقد يقول بعض الأحيان لكلبه أو حيواناته لا تكونوا خوافين. ونجد من هو أكبر سنا أو المراهق teen-ager محاكيا في تصرفاته نجمه المفضل؛ كالموسيقي أو البطل الرياضي أو غيرهم في محاولة لترسيخ التطابق. وعلينا أن نضيف هنا أن عملية التطابق هي مهمة جدا لدى فرويد لكونها آلية نطور بواسطتها ذواتنا العليا our superegos (Boeree, 2001, p. 8 ).
ز. التطابق مع المعتدي Identification with the aggressor: وهو نوع من غرس الفكرة. إذ يتم التركيز على تبني؛ ليس للسمات العامة أو الموجبة حسب، بل وأيضا للسمات السلبية أو الهدامة negative أو المخيفة. فإذا أنت تخاف من شخص ما؛ بمقدورك أن تتغلب على ذلك الخوف إلى حد ما، بأن تصبح أكثر شبه به. ومن الأمثلة الطريفة على هذا، الشخص الذي سمي تزامن ستوكهولم
Stockholm syndrome، فبعد أن أختطف رهينة وتحول إلى ستوكهولم، كانت دهشة الاختصاصيين النفسانيين كبيرة جدا عندما وجدوا أن الرهينة لم يكن منزعجا أو غاضبا من خاطفه، وإنما كان يُظهِر له المَوَدّة بشكل مباشر. وحالة أخرى: امرأة من عائلة ثرية ذات سلطة، أُسّرتها مجموعة صغيرة. احتجزت في غرفة ضيقة، واغتصبت، وأساءوا معاملتها، إلا أنها مع ذلك، قررت بوضوح أن ترتبط بهم، حتى أنها أخذت تدور ببندقيتها هنا وهناك خلال عملية سرقة البنوك، وعندما تم القبض عليها، أكد المتخصصون في علم النفس أنها كانت ضحية وليست مجرمة (Boeree, 2001, p. 8 ).
ح. التبرير Rationalization: وهو التشويه المعرفي distortion cognitive لواقعية الشيء، لجعل حدث ما أو نزوة ما أقل تهديداً. وقد نمارسه غالبا على مستوى شعوري جدا عندما نبرر لأنفسنا بتبريرات. ولكن بالنسبة لعدد من الناس، ولاسيما ذوي الذوات الحساسة egos sensitive، فإنهم يجعلون التبريرات بسيطة بحيث لا يشعرون بها. وبكلام آخر، فإن عدداً منا مستعد تماما لأن يصدق كذبه، وإن الطريقة النافعة لفهم الدفاعات defenses هي أن ترى تركيبة combination من الإنكار denial أو القمع repression مع أنواع مختلفة من التبريرات. وكل الدفاعات، طبعا، هي عبارة عن كذبات lies، حتى وإن لم نشعر بصنعها. لكن ذلك لا يجعلها تقلل الخطر.. بل أنها في الواقع تجعله أكثر. فالكذب يولد الكذب، ويأخذنا أبعد وأبعد من الحقيقة، ومن الواقع. وبعد مدة، قد لا تصمد الأنا طويلا في أخذها الحذر من متطلبات الهي أو أن تولي العناية بمتطلبات الأنا الأعلى. وسوف تنهال عليها أنواع القلق، ومن ثم ستنهار. ومع ذلك فإن فرويد يرى أن الدفاعات ضرورية. فمن الصعب أن تتوقع أن ترى شخصا، ولا سيما إذا كان طفلا، أن يؤخذ الألمpain والأسى sorrow في الحياة بالتمام! وقد اقترح بعض تلاميذ فرويد أن كل الدفاعات يمكن أن تستخدم بشكل موجب positively، في حين اقترح فرويد أن هناك دفاعية واحدة موجبة كان قد سماها التسامي sublimation (Boeree, 2001, p. 9 ).
ط. التسامي Sublimation: هو تحويل transforming للنزوات أو الرغبات، سواء أكانت جنساً sex، أو غضباً anger، أو خوفاً fear، أو غيرها إلى أشكال مقبولة اجتماعيا أو حتى أشكال إنتاجية productive. لذا فإن الشخص الذي يتعامل بعدوانية، قد يصبح قصابا ،أو صيادا ، أو لاعب كرة قدم أو ما شابه ذلك. أو قد يصبح الشخص الذي يعاني من مقدار عظيم من القلق في عالم فوضوي مسؤولا نقابياorganizer an، أو صاحب أعمال a businessperson، أو عالما a scientist. أو قد يصبح الشخص ذو الرغبات الجنسية القوية فنانا artist، أو مصورا photographer ، أو مؤلف روايات novelist وهكذا. ويرى فرويد أن كل النشاطات الإبداعية الايجابية كانت عبارة عن تساميات sublimations ، وهي نتيجة لغلبة الدافع الجنسي sex drive (Boeree, 2001, p. 8 ).
العلاج في منهج فرويدTherapy
يتبع
*