|
يا ربع ليلى .... |
يا ربع ليلى , زمان الوصل يبكيـنا |
هذي رسومك والأطلال تذكرنـي |
عــهدا قضيت بها أحلى ليالينا |
كانت بها كملاك الخلد آســرتي |
أيــام كان الهوى صدقا يواسينا |
لم أجف ساحك يا ربع الألى رحلوا |
ولا الــعراص التي كانت مغانينا |
غنى الهزار بها أزهى روائعــــه |
فــــزين الربع بالأنغام تزيينا |
لم أنس شمس الضحى في أفق ساحته |
ولا ســنا البدر في أرجاء نادينا |
ولا الــملاك إذا ما افتر عن شنب |
واخـتــال في برد تزهو فيسبينا |
يبث لي شـذرات السحر مبتسـما |
يــا ما أحيلى كُلَيْمات تسلينا |
فلا تلومن عـــينا سـال سائلها |
يا ربـع ليلى ولا قلبا وهى فينا |
تصرمت لي عهود فـيك وانقرضت |
كـــأن تذكارها أنفاس دارينا |
بان الحبيب الذي حلـى رباك وقد |
" أضحى التنائي بديلا من تدانينا " |
فخلف الجمر في قلبـــي يذوبه |
وســــاجما هاطلا أعيى مآقينا |
أغدو أغازل أطيافا مرفرفــــة |
وأنثنـــي ولهيب الوجد يكوينا |
أعانق الحزن في ديجور كالحـــة |
وأمـــتطي الهم في أنحاء وادينا |
كأنني ورسيس العشــق يغمرنـي |
طفل يـخال الهوى تلعاب لاهينا |
فشرد الحب وجداني وذكـــرني |
قيسا تـعذب بين الناس ساهينا |
أزرى الزمان بأهل العشق فانكسروا |
وأُطعِمـوا بالنوى والبين غسلينا |
ذاقوا المرارة في الدنيا رفاق ضــنى |
أعيــت صبابتهم طب المداوينا |
لولا القصائد يا ربعا أحـــاوره |
عــشنا على هذه الغبرا مجانينا |
في كل يوم أصوغ الـشعر معجزة |
وأنـثر الورد من أزكى قوافيننا |
أحبر اللحن سحرا لا يماثــــله |
مــــا يستلذ به شدو المغنينا |
هزت روائعنا الوجدان ساحــرة |
حكــت بتطيابها فلا ويسمينا |
زانت بسوس الندى أبهى حواضرنا |
وعطرت بالــشذى أبهى بوادينا |
كأنها وفويق الشمس مســكنها |
نالت من الــبدر أنوارا وتحسينا |
هو القصيد أعز الله دولتــــه |
حل ســـرائرنا , حلى أماسينا |
إن خانني السعد في دنيا الورى زمنا |
حبرت فــي ساحه أصفى أغانينا |
مـا ضرني وفصيح العرب يشهد لي |
أن كان قــومي أمازيغا صفيينا |
وهبت للشعر روحي والهوى خلدي |
وللفــــصاحة والعليا أمانينا |
يا ربــة الشعر حلي جيد قافيتي |
وحمــــليها رياحينا ونسرينا |
ووشحيهـــا بود من جوانحنا |
وزيــــنيها بأشواق المحبينا |
وعطريها بأنســــام مؤرجة |
حتــــى أغنيها غرا ميامينا |
عاشوا بربع الهدى أخدان معرفة |
فخُلـدوا في سماء المجد سامينا |
كانوا الغيوث بسوس العلم هاطلة |
تروي بسلسلها الثجاج صادينا |
ودوا المعالي فلا تلفيهم أبـــدا |
إلا إلـى عرصات العلم ساعينا |
لم يـثن عزمهم عن كل مكرمة |
ولا عــن العز ما يثني الملايينا |
نالت ردانـــة من أفعالهم شرفا |
ونال مـــعهدها فخرا ينادينا |
كم حاربوا الجهل في أرجائها حقبا |
وعلموا النـشء أخلاق النبيئينا |
حكت بشاشـتـهم أنـسام رابية |
خضـراء زاهية طابت رياحينا |
كأن طبشورهم في اللـوح منتشيا |
عطـر الورود وترياق المداوينا |
هم الكواكب في أفلاكنـا طلعوا |
زهرا تضيء الدنى تمحو دياجينا |
لولا ضياؤهم الميمون مــنبعه |
لجـلل الغسق الداجي ليالينا |
لولا مقام هداهم بين أظهرنـا |
أزرى بنا في الوغى أوهى أعادينا |
لولا هطول جداهم فوق أربـعنا |
لأجدب الـسهل واغبرت روابينا |
لولا شمائلهم تزكو نسائمهــا |
لما تربـــت على خلق ذرارينا |
لولا عزائمهم - دامت محاسنهـا - |
لما اقتحــمنا ولا خضنا الميادينا |
فهم وإن رحلوا عنا – وما بعدوا - |
على ذرى المـجد ما زالوا مقيمينا |
لله در أناس ذاع صـيتــهــم |
كانوا على الـخلق الأسمى عناوينا |
في خدمة العلم قضوا حلو عمرهم |
عاشوا بساحـته الخضرا سلاطينا |
يا معهد العلم ودع سادة نـجـبـا |
شــمــا عـباقرة غرا وفيينا |
زانوا رحابك بالخيرات وانصـرفوا |
وخلـفوا العلم والأخلاق والدينا |
طوبى لهم تركوا أشذاء معرفـــة |
وورثــوا الرفق والتيسير واللينا |
من مثلهم ؟ ومتون الزُّهر موطنهم |
حـــكت شمائلهم طيبا بساتينا |
الطاعنون جنود الجهل مقبلـــة |
والطامـــحون إلى فخر مجدينا |
الذائدون عن الأبناء مفســـدة |
والسائرون إلــى العلياء سارينا |
المانحون قلوب الناس مرحــمة |
والحافظون لـــنا أمجاد ماضينا |
يا ثلة في ديار العز شامـــخة |
يا منهلا بـــزلال العلم يروينا |
يا موكبا بذيول المجد معتصــما |
يا كوكبا نيرا في الأفــق يهدينا |
يا وابلا صيبا يسقي أجـــادبنا |
ويا نـسيما بطـيب المسك يحيينا |
لكم من القلب شكر خالص عطـر |
مضمـــــخ بعبير من تهانينا |
جزاكم الله عن خلق ومعرفــة |
وزان ذكـــركم المحمود آمينا |