مضـــــــــــــــــى
ولم يطلق الرُوحَ من قبضتيهِ
ولم يحتضنّى
ولم يأخذ الكفَ فى راحتيهِ ...
ولا الشوقَ منّى
مضى وهدوءٌ يزلزلُ صمتَ الوداعْ
ورُوحى تغوصُ تغوصُ وحتى النخاعْ
وما بين يأسٍ علا مقلتيهِ
وحزنى عليهِ
تموتُ زهور التمنّى
وتسقطُ كلُ القلاعْ
مضـى
كمن يقطعُ الكونَ فى خُطوتينْ
ويسرقُ حُلمى بطلّةِ عينْ
وشمسى تغيبُ على إصبعهْ
مضـى
وخبأَ صبرى معهْ
وما كان يدرى
بقلّةِ صبرى
وأن دمائى دموعٌ
وأن هدوئى خضوعٌ
وأن انكسارى وشكّىَ قد ضيعهْ
فهذى عيونى بحارٌ لغربتهِ
وعمرى نداءٌ لطلتهِ
وقلبى فضــا
علّهُ يرضـى
مضى ..
هادئاً هادئاً وأنا زوبعةْ
وداعٌ
وياليتهُ فى الوداعِ إلتفتْ
وألقى سلاماً أخيراً لقلبٍ تفتتْ
فلا الحبُ يبقى
ولا الحزنُ يبقى
ولا الذكرياتْ
وداعٌ ...
كأنّ الجراحَ على الرُوحِ غطّتْ
لتفتحَ بابَ السرابِ بلا أقنعةْ
وداعٌ ...
وما الذى ياقلبُ قد يرجعهْ
وداعٌ وداعٌ وداعٌ
ومضـــــــــــــــى
ولم ينتظرنى
ولم يبتسم لى
لكى أتبعهْ
أشرف عبد العزيز[/size]