القرار الأخير(الأول)
على قارعة الضياع وقفت ، ...خطا متثاقلة تترنح بؤسا ، لا تقوى على حمل هموم عمرها المتبدد ، ولا يستطيع المجازفة بعبور عتبة المستقبل بعيون زائغة لا تبصران إلا ماضيا ملطخا بعار مصطنع ، حملته قرينة سوء .
جاءت إلى الدنيا بولادة قيصرية وقبل أن يتم الحمل دورة التكوين ، وبخلطة قسرية ، وحمل خارج رحم الإرادة تلبية لنهم شهوة تمردت على عرف .
لم تسمع صراخ ولادتها أحياء فاستقبلت بدموع وتنهدات ،ولم تتمكن من إتمام صرختها المكلومة بنور الحياة بعد ظلمات رحلة العذاب . ألبست بقايا ثياب من سقط المتاع ، دست بين يدي قابلتها لترحل بها إلى جهة ....
حملت عار والدتها تميمة تصد عنها عيون أولى القربى خجلا ،وتتفرسها عيون الحرمة ، ذئاب نهم .
لم تلبث أن درجت قبل أن تتفتح براعم لغتها فسبقت أقرانها بخطوات ضياع على بساط نكد وضيم .
حرمت همسة أم ومن أنامل تربط لها ضفيرة المرح ، لتقبل وجه الشمس بنعومة شعر يتخلله مشبك سعادة .
ولم تجد أرجوحة تشق بها أفق الطيور المغردة حرية على مرأى الأصيل تغازل الشفق .
توقفت بعد رحلة قطعت أربعين عاما بلا استثناء تاهت بين مسارب وجدران مغلقة لم تحمل هوية إنسان تقيها شباك القنص وجوارح الشهوات وغيبة العذل .
وصلت أخيرا إلى مفترق طرق بين ربيع يعلن جرس حصته الأخيرة انطفاء آخر شموعه ، وبين مستقبل تمنت ألا يأتي
ها قد حط العمر رحل قحله على آخر ورقة بمفكرة عثراتها لم تستطع قراءة الآتي على حصان التيه ، فخمار العنوسة الفكرية يلقي على وجهها سواد واقع .
تترنح غيوم شتاء على أوتار رعده وتخطف بقايا بصيرتها بروق التسكع ، فيتشكل صقيع الزمن على مرايا النفس المحطمة .
، وتلمع بذاكرتها سكين جدها ودماء تضج بكلمات أنين ..... إنها مظلومة ، وتنهيدة رجل يعترف بما كان ليلة هروبه من سجنه ليلقي برحم الممات بذرة .... طحنت برحى الشكوك
تتلبد آفاقها بمنخفضات ثلجية تعبر وديان روحها ، فتلمس شعرها
ـــــــــــــــــــــــــ ــــ
الكويت 11/9/2006