كتبت على ظرف الرسالة ... سامحوني والله أحبكم ...
و بداخلها ....
بسم الله الرحمن الرحيم ....
قبل أن أملئ رسالتي بالاعتذار وطلب السماح منكم ... أرجوكم كل الرجاء أن تتأملوا و تقرءوا ما سيخطه قلبي الجريح .. و تأكدوا بأن كل حرف أكتبه صحيح والله صحيح ، و ربي على ما أقول شهيد ..
نعم .. كم من رفيقة في أيام دراستي كانت تغويني بالحب و تحثني على أن أصاحب خليل يحبني و يمطرني بالكلام الجميل ... لم أدير أذني لهم ، و كانت كلماتهم تعبر و لا أبالي بها .. حتى سخروا مني و من عقلي و من خوفي و أطلقوا عليّ كلمات لا يحبها أحد أن تطلق عليه كمعقدة ، و رجعية وووو كثير من هذه الأسماء ، رغم كل هذا حافظت على نفسي قبل أن أحافظ على الاسم الذي حملتموني إياه .. فديني لا ينصحني و لا يدلني على مثل هذه الأمور ، وتربيتي لا تشجعني على الإقدام لفعل شيء لا يرضي عقيدتي ... وبعد انتهائي من دراستي كم تمنيت أن أسجل في الجامعة التي حلمت أن أنتسب لقسم أحبه فوضعتم خيارين أمامي و هو إما أن أدرس الفروع التي تحبوها أنتم أو الجلوس في المنزل .. ففضلت الجلوس لأني سأفشل بدراستي و لن أسلم من كلماتكم الصاعقة .. بقيت هكذا دون صديقة تحدثني حبيسة أربع جدران ... حتى جاء حاسوبي الذي عشقته فكان النافذة للتواصل مع الناس ..
فوالله إني أحب الناس و أنتم تحببونني بالجدران !!...استفدت منه كثيرا في كثير من المجالات .. ربما كنت أجهل أشياء فيه ... عندما أدخل عالم الانترنت و أتواصل مع الناس كنت أدخل باسم مستعار .. تقديرا لمشاعركم و قناعاتكم ، و خوفا عليكم من الإحراج .. رغم أني لا أفعل سوى الخير والله ، رغم أني أتمنى لو أسجل باسمي الذي أفخر به أو حتى أبوح به أمام الجميع لأثبت للجميع أني أريد الفائدة و أريد أن أفيد لكن الحمد لله خلقت فتاة ...
كانت ضغوطاتكم عليَّ كثيرة و حرصكم زاد عن حد المعقول حتى أني لم أعد أصدق بأن في هذه الدنيا خير .. فشعرت بكآبه كدت أحادث الجدران ...
فأصبحت أتعرف على أشخاص في عالم الانترنت و أحدثهم بكل أدب و احترام و لا أسمح لأحد أن يخطأ بحقي بحرفٍ واحد .. آه حتى جاء أحدهم و كان قد غضب مني لأني لم أسمح له أن يتدخل بخصوصياتي .. أرسل لي ملف على بريدي بحجة أنه يريد مني أن أنصحه ... فتغلغل إلى حاسوبي وسرق صوري و قام بتطبيقها على صور أخرى .. و أنا بكل نية صادقة ساعدت نصحته كانت أمنيتي مساعدة الناس ، مساعدة كل فقير ، كل جريح ، مسح كل دمعة حزينة مقهورة ...
آآآآآآآآآآآآآآآه بعد فترة طلب مني أن أطبق ما يريد و إلا سينشر الصور التي طبقها ... و عندما رأيت الصور ...
صعقت ........ ذهلت ...... بكيت .......... أقفلت نافذتي .. أقفلتها و دموعي أملت جراحي .. ما هذا العار ؟!
قمت من أمام الشاشة أهذي ..لا أصدق ... أكذب ما رأيته ... وكأني في كابوس مريب .. فلم أعد أجرؤ أن أفتح حاسوبي .. و كأنه سيقتلني إن لامسته أناملي ...
حتى ... وصلت لكم الصور ... وذللت بعيونكم ..و شبعت من ضرباتكم .. وإذلالكم لي بكل كلمة تجرح المشاعر .. وأنا من تعرف بمرهفة المشاعر ، و إحساسها الفائض .... آآآآآه من الظلم كم هو قاسِ ....
آآه .... أنا .........أنا .......... أنا حافظت على نفسي و خفت على قلبي من الضياع بالحب ... فضعت أنا ...
لا ......... هكذا أضيع ؟؟ ..............
لن أطلب منكم السماح لأني والله بريئة .. بريئة ... بريئة .. ولكن سامحوني سأذهب لعلي أستطيع أن أبعد عنكم العار ... أحبكم و الله قبل أن أحب نفسي .............. وداعاً ..