عندما نظرت إلى مغيب الشمس تلك الليلة أحسست أنه غياب غير طبيعي، قلبت دفتر ذكرياتي، وتذكرت تلك المؤلمة واحدة تلو الأخرى، أول ما طرأ على خاطري من هذه الذكريات مرض والدي ثم موته رحمه الله.
وددت أن أبكي وسط تلك الصحراء من الذكريات لكنني لم استطع، فكرت حينها أن قلبي قد آثر أن يتخلى عن مشاعره الجياشة ليستبدل بدلاً عنها شعوراً قاسياً بالحياة ومن فيها .
ثم فكرت في ملامح هذه القسوة، التي بدأت تظهر في ثنايا حديثي مع الناس، وفي عبوس وجهي .
كنت بدأت أنفر من لقاء الناس، حيث كنت أهرب منهم ، نعم أهرب منهم إلى البرية أو شاطيء البحر، أو إلى شجيرات متناثرة على أطراف المدينة التي بت أكرهها.
نعم لقد بت أكره تلك المدينة الجافة الأسمنتية، وبت أشعر أنني إنسان وحشي منطلق.
وهذا الوحش يجيد كثيراً من اللغات إلا لغة المشاعر
3/7/2006م