التي دأبت عليها بعض الأنظمة العربية وأركان الحكم فيها هي الطعن في قيم الإسلام والرسالة الإنسانية لهذا الدين ,فمرة أخرى طعنة من الخلف تتلقاها الأمة الإسلامية من طرف من يفترض فيه انه أحد حامي رسالة الإسلام ورسالة هذا الدين لكن للأسف " حاميها حراميها كما يقولون " في تصريح غريب وجريء لوزير الثقافة المصري أكد على أن الحجاب عودة إلى الخلف
ولا أعرف صراحة لمَ اختار سيادته هذا التوقيت بالذات ليفجر قنبلته . أهو تشفيا فيما يحدث للمسلمين أم هو مزايدة سياسية تشفع له عند الجارة إسرائيل وتكسبه حبل المودة أم هو التسابق نحو العار لتسجيل الكثير من الأهداف ضد مرمى هذه الأمة .؟
والأغرب من هذا ما صرح به بعض أدعياء الثقافة في أن الوزير حر ولا داعي لتكميم حرية التعبير . الظاهر أن الإفلاس الأخلاقي والمعنوي عند فئات كثيرة من المسؤولين العرب جعلهم يعيشون حالة من التأزم النفسي فمن فشلهم الذر يع في التسيير وإدارة الأمور إلى الفضائح المالية التي عمت روائحها القذرة كل الأمكنة حتى أصيب الكل بالزكام , كل هذا جعلهم يعودون إلى الواجهة بتصريحات أقل ما يقال عنها أنها صادرة من أشخاص مرضى نفسيا وعقدة العقد عندهم هي هذا الدين ’ لو اهتم سمو الوزير بشؤون وزارته و ما يعانيه المثقف المصري لكفى نفسه عناء تلقي هذا الكم الهائل من الغضب والسخط ولكان خير له من هذا الابتذال وهذه الهبة المجانية لأطراف لا مصلحة لها إلا في تركيع هذه الأمة , ثم ما معنى أن يخرج علينا بعض الممسوخين أخلاقيا ومرتزقة الفكر والثقافة ليتضامنوا مع الوزير تحت ذريعة الحرية والديمقراطية و بحجة أن الأمر لا يعدو أن يكون حرية للتعبير ويعبر عن ديمقراطية المجتمع المصري ورآها البعض زلة لسان " وما هلك الناس إلا ألسنتهم " ولا أعرف صراحة لما لا تظهر حرية التعبير إلا ندما نطعن في الإسلام , أين حرية التعبير عندما يخرج الشباب العربي طالبا بلقمة العيش الكريمة وتحسين أوضاعه الاجتماعية ..؟ أين تكون حرية التعبير حينما يطالب البعض بالحرية ورفع حالة الطوارئ , ؟ ماذا لو صرح أحدهم أو كتب عن الفساد وكشف عن أسماء الوزراء والنواب وأصحاب الفخامة والمعالي وحجم أرصدتهم والأموال المبيضة والمغسولة بعرق الشعب ودمه و كشف لنا عن الوجه البشع للذين جعلوا من الأوطان العربية مجرد مغارة عالي بابا .. ؟ الأكيد أن المحاكم سترتب له تهمة تؤدي به إلى مكان لا تشرق عليه الشمس أبدا وتلبسه تهمة المساس بأمن الدولة أو القذف في شخصية رسمية ..
ما جدوى أن نرفع عقيرتنا بالاحتجاج على الدنمرك ورسومات الكاريكاتير المسيئة للإسلام ’ و نحن أول من ندوس قيمه , إما بصمتنا وإما بتجرئنا عليه ..
هل أخطأت الدنمرك ..؟ سؤال أتركه لسيادة الوزير وكل علماء الإسلام ...
ومن شدة إعجاب سيادة الوزير بنفسه وخرجته فضل الاعتكاف في بيته على أن يقدم اعتذارا رسميا وهكذا بكل بساطة يغضب سيادته على أمة وتأخذه العزة بإثمه , ربما وجب علينا كمسلمين أن نقدم له خالص اعتذارنا لأننا خدشنا مشاعره وجرحنا كرامته وللإسلام رب يحميه أي جاهلية هذه ’ وأي ضمير بقي للذين يستوزرون على رقابنا وعلى أرزاقنا والذين يفترض فيهم أن يكونوا حصنا منيعا يسد كل هجمة على هذا الدين .؟
وما جدوى أن ندستر الدولة بمادة تقول أن الإسلام دين الدولة .؟ والإسلام صار بضاعة سياسية يتاجر بها من يتاجر ويزايد بها من يزايد بل صار حملة انتخابية وملصقة إعلامية , كيف تريدون أن تحاربوا الإرهاب وتقنعوا شبابا بأن يعودوا إلى جادة الصواب و أن طريق العنف غير مجدي وهم يرون وزيرا بجلالة قدره وعظمة سلطانه وضخامة فكره يقول عن حجاب أمهاتهم وأخواتهم انه علامة تخلف .. نعم سيادة الوزير من حقك بل هو حقك الذي تكفله لك قوة المنصب وحجة القوة بأن تقول هذا ,, نعم التحضر هو ما تبثه شاشات التلفزيون العربي من كليبات العري وأفلام العار , أما الحياء "فدقة" قديمة وموضة راحت مع الناس المتخلفين .. وليتنا نعود إلى الوراء يا وزير يوم كانت الأمم تركع للظاهر بيبرس في مصر وتحنى للجباه للناصر صلاح الدين الأيوبي نعم معالي الوزير الحجاب علامة تخلف ورجوع إلى الخلف إلى زمن كانت أمهاتنا معززات مكرمات زمن لا يوجد فيه وزراء مثلك يبعنهن من أجل إرضاء الروم أو الفرس , ليته يعود هذا الزمن المتخلف كي تعرف حجمك وتعرف قدر نفسك ورحم الله امرؤ عرف قدر نفسه يا وزير , وعلامة استفهام بحجم الكوارث التي تحل علينا تقف على رأسي وأنا أرى صمتا مطبقا لرئيس الجمهورية مصر العربية . أليس هو حامي الدستور .. الذي ينص على أن الإسلام دين الدولة .؟ أليس هو من أقسم على حماية الإسلام .؟ فما رد فعله على وزيره ..
ماذا لو كانت هذه الإهانة موجهة لشخصه .؟.. وإن كان الإسلام لا يروق لكم فأعلنوها صراحة نظاما علمانيا أو شيوعيا كي نفهم على أي ارض نقف ..
أسئلة كثيرة نود أن نطرحها على حكام هذه الأمة .. لكن لي سؤال واحد فقط
ماذا تريدون بالضبط .؟ إنكم تنعمون في الحكم وحدكم لا شريك لكم , ولا أحد يحاسبكم وتخلدون في الحكم إلى أن يأذن الله لملك الموت أن يأخذ أرواحكم .. فلمَ هذا التطاول على الدين .. وهذه الوقاحة .. التي يندى لها الجبين .
لم أكن أنوي الكتابة في هذا الأمر . ولا حتى كنت أتمنى أن يحتج الكثيرون على هذا الأمر فالاحتجاجات لم تعد تنفع بل أهدافهم من وراء هذه التصريحات هي أن يحتج الشارع العربي ويصنع لهم مجدا ’ أمثال هؤلاء كان الأجدر بنا أن نترك تصريحاتهم تمر مرور "اللئام " ونستصغرها ونحط من شأنها ونمضي في سبيلينا غير مبالين ’ ليموت الذي يريد أن يصنع مجده غيضا , فالصمت حكمة وأمثال هذا الوزير كان الواجب أن نتجاهله , وكان الواجب من وسائل الإعلام أن تهتم بأمور أخرى , فثمة بشر في العراق يموتون , وثمة آخرين في فلسطين , كل هذا كان الواجب ان ننتبه له ولنترك سيادته مثل دونكيشوت يصارع طواحين الهواء .. ويعيش في غيه ويرسل إشارات الولاء إلى أسياد العالم كما شاء .
وما يثير الضحك أن أنظمتنا العربية التي لها وزراء على شاكلة فاروق حسني تريد أن تقنع أسامة ابن لادن وأيمن الظواهري والملا عمر أنهم على خطأ وأنهم مجرد إرهابيين لا غير , وليس ثمة خطر على هذه الأمة من إرهاب الفكر وإرهاب التصريحات ..
يا وزير ,,, الإسلام ماضي إلى أهدافه الإنسانية وبرسالته الحضارية , ولا يضير الحجاب نباح الكلاب .