...زوايا صمت الألم...
بتساقط أوراق الشجر.وحلول فصل الخريف...لا تزال الذكرى تأتي برياحها
المؤلمة...لبيت صغير ..يحوي زوايا غرفة مظلمة يسكنها الصمت والسكون
والحرقة...يغلب عليها في جميع الأيام هدوء نادر من نوعه....ففي إحدى زواياها
تقبع ذكريات وضحكات وهمسات النسمات العليلة....وتترامى في أطرافها
ذكريات سعيدة..تفوح بشذى عطر الورود الجذابة....وفي جانب آخر ..من زوايا
هذه الغرفة.....يجلس شاب...على كرسي من الحزن والكآبة....وتظهر على
رسمات وجهه....صفحات من الأسى والحسرة...يمسك في يديه صورة....يتأمل
فيها..وبجانبه طاولة وضع عليها دفتر أشعار.....تتلاعب نسمات الهواء الهابة من
نافذة الغرفة في أوراقه ...فتراه تتذارف الدموع من عينيه تبلل ذكريات باتت
كصحراء جرداء تتوق لحبات المطر.....يمسح الألم ويمسح دمعا..لطالما لم يذرفه ...
يحتضن الصورة....يتذكر ماضي لم يحسب لمستقبله...يتذكر حلم تشتت قبل
موعده.....يتذكر ولادة حب ....لم يعيش على وجه الأرض..ولم يرى الشمس....فتراه
يتجرع كأس المنايا ..من تلك السنين.....تبددت اللحظات الجميلة....لتبقى ذكرى
محتجزة في صندوق الذكريات....الذي قد كبل بسلاسل من الحزن....فتأسر قلبه
معها...فيغلق للأبد......دون تحرير...فيبقى مجرد رسم صورة..ليس إلا....وجسد
فاني تحت التراب....بقت ذكرى تعصر قلب حزين..وبقى جسده دون روح خالي
من المشاعر.....وجرح دفن في صدره...فهذه هي الغرفة....التي طالما كانت
مشرقة بحب ومرح....أصبحت اليوم مجرد غرفة مظلمة يخيم عليها صمت مخيف
وألم دفن في قلب حب شريف...هو زوج وحبيب ..ولكن لا فائدة....لقد
رحلت...مخلفة ورائها جسد بلا روح.....وصمت غرفة يسكنها الحزن والجروح...
تحياتي لكم...ونسألكم الدعاء....