على درب مهجور تركض
تزاحمها الخطوات
يكتسي السور بلهاث زمن تعب ..
تتكلل الحجارة الملونة بسواد باهت
و تتألق خفقات الحزن على طول الدرب
درب طويل
ليس له بداية ..
و لا تملك ذراعه الممتدة نهاية
ذراع بلا كف ..
أو كف بلا أصابع
و على امتداد الذراع
تلهث الديم الرمادية
تتجمع ..
تتفرق
ترسم جنونا في جنونا ..
أو موتا يموت
تحيك السماء المظلمة من فرج الديم دمعتها
تحكي قصة روح ضاعت
عين جفت
قلب مطعون
و الشاهد .. السماء المظلمة
يحيطها الظلام .. الموت .. الخوف
تعود .. تتراجع ..
تحكي أوراق الأشجار ذعرها
ترتجف الأغصان ..
تتباعد ..
تسمح لطير أن يرتمي في حجرها
و تنطبق ..
تتلاصق
تغلق كل بوابات الأمل أمامها ..
يحاصرها الخوف ..
تدور حول نفسها بجنون
تتراجع
تسقط لاهثة خائفة
و تتلاحق الجدران ..
تتشابك ..
تحميها من الهواء ..
من شعاع الشمس
تحاصرها ..
تحنو عليها ..
تقبلها بحجارتها المتساقطة ..
و تفتح الجروح الماضية
لا تسيل الدماء ..
فدماء القلب جفت
و حكت الخفقات الوداع
و غاب الدرب ..
تضاءلت الحجارة ..
و ضاعت آثار الجريمة ..
و هي ..
دفنت مع طيور الجنوب
مع أوراق الشوق الباكية
مع أغصان الأمل اليابسة
و انتهت الرواية
××××
تحياتي
غموض