المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وفاء شوكت خضر
كان يحمل دائماً الحزن بعينيه , هاجر به من وطنه إلى هنا , تمسك لسانه بلهجة بلاده التى تميزه , جاء ليغرس بذور رسالته من جديد بأرض غير أرضه ,بعد أن ترك خلفه جثثاً لأشجار وارفة تأكل من جذورها أقوام لا ترحم ,كان يعلمنا كقائد يعد جنوداً لمهمة حربية , يبدى اهتماماً زائداً بحصص التربية الرياضية , يتطفل بمعلوماته الثرية على مدرسي التاريخ , يصرخ فينا عندما تنهشنا موجات البرد الصباحية : لا تنكمشوا على أنفسكم كالدجاج , تعلموا الجَلد يا خير أجناد الأرض . كنا نشعر بأنه يستأمننا على أمل دفين داخله , فتتضارب مشاعرنا نحوه بين الحب , الهيبة ,أو الخوف , يعرف كل طالب تحيط به أسوار المدرسة , يحفظ أسمائنا كأنه هو من أختارها لنا ,يلقي بها بسطوته الجياشة علينا بأرض الطابور ,
بدأ قصتك بوصف تعرفنا على الشخصية البطل " الناظر " سماته ، قسوته ، سلطته وحزمه ، حرصه الشديد ..
في هذا الجزء ، تلميح آخر ،، يكشف هوية هذا الناظر ، انتماؤه القوي للوطن الساكن في كيانه ، وفي نظراته ، الوطن الذي نفي عنه أو أبعد عنه ، ولكنه لم يفارقه ، فبات في غربته يربي جيلا على الإنتماء ، جيش جرار يحلم بأن يكون هو من سيحقق الحلم ، فكانت المدرسة ، مدرسة تميزت بناظرها اللذي يربي رجال غد مختلف ، بأختلاف أبنائه ، الذين تربو على الإنتماء والإنضباط ووحدة الصف .
الحب .. والكره يجتمعان في كثير من المواضع ، أن نحب شخصا ولكن نكره من بعض صفاته ما يشعرنا بالضيق أو الألم أو الخوف ، وهذا هو الإحساس المبهم الذي أصاب الراوي من جملة المدرسة من مدرسين وطلاب .
أن يحفظ كل طالب باسمه ،، وصف عميق لما يحمله هذا الناظر من حب لتلاميذه ، ويعتبر نفسه أب لهم ، والأب هو الوحيد الذي لاينسى أسماء أبناءه مهما كبر عددهم .
بعد البرنامج اليومي الروتيني للمدرسة من رياضة وإذاعة مدرسية تأتي الخاتم .. التي توضح أكثير ..
يأتي الختام بلحظات نقضيها بين الصخب , الشجون , نترقب الإنطلاقة بأنشودة مجد البلاد , تأخذنا الأعناق للتعلق بالراية الشامخة , ُتصلب الأجساد حول نفسها ,و ُتشد الأكف بالأصابع , يجوب بنظراته يتفحص الوجوة الشاحذة للسكون, يتوغل بنظرةٍٍٍ حانية لأعماق الراية الملونة بخليط التاريخ , يخرج علينا مدرس التربية الرياضية بصيحته المفاجئة بالاستعداد لإلقاء التحية , و قبل أن تهتزالساحة بحياة الوطن, نحتسي أنفاسانا اللاهثة بنظرة للشرفة الخاوية كعادتها بنفس اللحظة من كل يوم.
دون أي اقتباس وأية إعادة لما كتبه القاص ..
الناظر وكأنه اطمأن أن الغد قادم على سواعد هذا الجيل ، الذي رباه على هذا الحلم ليتأصل به ، يحمل النصر وعلم البلاد بألوانه التي غرقت فيها أنظارة ، والتي تجذرت في القلب والروح ، سيكون خافقا في سمائه ، فيمضي مطمئنا
القصة بأسلوبها ، وعناها ، ومغزاها جميلة ..
شكرا لك على ما كتبت فلا أخال هذا الناظر بإحساسي إلا ....... فــ
تحيتي سامي البوهي .