السلام عليكم ورحمة الله
على ضوء ما وجه إلىّ من قراءات ، و ما تلقيته من توجيهات أساتذتي ، قمت بتعديل القصة طامحاً بأن أكون قد وصلت بها للقدر المطلوب :
ظِلالُ الرَّصَاصِ
سَقَطَتْ أبْوابُ الجَامِعةِ تَحْتَ الأقْدامِ ، السّيلُ يَتدفقُ بالهُتافاتِ ، ولافِتاتِ الشِّعارات ، الشّوارعُ تَنصبُ أحضانَها أمامَ أمواجِ الحريةِ ، تَناغَمتْ الأصواتُ المحتدمة بأغوارِ الصّمتِ ، المرأةَ تُخالطُها الفتاةُ ، الشّيخُ يَنسجمُ مع الطّفلِ الصّغيرِ ، الأعناقُ تحملُ غليانَ الشبابِ ، يُلوحون بقبضاتِ الغضبِ الممشوق منْ الأعماقِ "يا حرية فينك فينك .... بينا وبينك " ، الجّموعُ المتدفقةُ تلتقطُ الفُتاتَ الُمتناثرَ منْ لُحومِ البُؤسِ ... تتضخمُ ... في طريقِها نحو القلاعِ منْ بين غاباتِ البيوتِ ، اليومُ ستجلبُ لنفسِها حياةً جديدةً، أو ستُكفنُ بالخبزِ المتصلبِ .... تُواصلُ التّقدم....
هَطلتْ غِيومُ البنادقِ بالرصاصاتِ العمياءِ فوقَ رؤوسِهم ، تُزاحمُ لُحومَ الأجْسادِ ، يأتي التّساقطُ تباعاً وسطَ صرخاتِ النِّساءِ ، تَهدمُ الفوضى التّماسكَ ، الأحذيةَ ... الحقائبَ ... الكتبَ تُخالطها الدماءُ ، عِصّي الجنودِ تحاصرُ الهُتافاتِ "هه.. هه.. يا حرية فيـ هه.. هه ـنــك ... آآآه" ، ظِلالُ الرَّصاصِ تَحومُ حولَ البقايا ، تنجذبُ أنحاؤهم المتفرقةِ نحو كومةِ الحياة ِ، يَخوضُون عجينَ الدماءِ بترابِ الطريقِ ، القلاعُ تقتربُ من الطموحِ المنشود .......... التساقطُ مُستمرٌ .
الأعدادُ ترتفعُ بسلةِ الموتِ ، امتلأتْ معدةُ الترابِ بالدماءِ ؛ فطفتْ جثثُ الشهداءِ تقبضُ على اللافتاتِ ، تتمسكُ أفواهُهم بأطرافِ الهُتافاتِ ، والناجُون يسبحون لقتلِ المسافاتِ المتبقية للوصولِ ، تتخيرُ الأغلالُ رقابَ بعضهم ؛ تأكلُ منْ الفلولِ الباقيةِ ، منظومةٌ لا تخمد إلا بذوبانِ الرؤوس ، جنودٌ وبنادق...رصاصاتٌ وعِصِّي... أصفادٌ وعربات ، لمْ يعدْ سوى خمسةٍ منْ الرجالِ ، البحرُ يرتفعُ بأحْشَاءِ الحَقائبِ ، والبطونِ الخاويةِ ، اقتربَ منْ أنفاسِهم ، نأتْ عَنهم ظلالُ الرصاصِ ، ، لمْ يعدْ سوى أربعةٍ من الرجالِ ... ثلاثةِ رجال... اثنين … بقى رجلٌ واحدٌ ، مازالَ يقاوم ... ، يغوصُ في الأعماقِ ، ترتفعُ رأسُه بشهقةِ الحياة ِ، أخيراً أمامَ القلاعِ ... تشبثَ باللافتاتِ ... ، قبضَ بيديه على الأسلاكِ الشائكةِ ، تسلقَ غرورَ الأسوارِ، آلافُ الظلالِ تنطلق ...تَعثرتْ قدماه بالنتوءاتِ ،تأرجحَ جسدُه ، كادَ أنْ يسقطُ للخارجِ... قفزَ نحو الداخلِ.