المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مأمون المغازي
منى الخالدي وأعوام الألم
تمثل هذه القصة بواقعيتها تحولاً في مسار منى الخالدي الكتابي ، حيث لمحت هنا إصرارًا على تعميق المضمون ، والتعامل مع الحدث الواقعي بأسلوب رقيق يحد من قسوة الواقعية حيث استطاعت القاصة أن تبلور الحدث مغلفًا بأسلوبها المعهود في النثر ، وهذا الحزن النبيل .
عمدت القاصة في هذه القصة إلى استعراض كليات متصلة بالحدث المباشر مما يتيح الفرصة للقارئ أن يتخيل ، أو يغلق الدائرة ، إن الخالدي تتعامل معنا على أننا أنفس ، فهي تخاطب النفس قبل أن تخاطب العقل ، والقصة بذلك تعتمد على العنصر العاطفي الذي ناسب الحالة التي ارتكزت فيها القاصة على عواطفها الجياشة التي استحضرت حالة الفقد فامتطاها الفقد في رحلة ألم لذكرى والدها الذي أرى أنه كان يمثل حجر الزاوية في حياة القاصة ، وقد أثر ذلك على القصة وعلى حالتها البنائية حيث لم تستطع القاصة أن تحيد نفسها ، بل تدخلت تدخلاًا مباشرًا في عمل أدوات القص مما جعل القص يفلت منها إلى الحكي وسرد الذكريات ، إلا أنها في كثير من المواضع تستعيد الخيوط حتى إذا غلفتها الذكرى واحتواها االوجع عادت للبكاء الذي أراه يغرق النص من بدايته إلى آخره وكأننا نراه ، وكنت أتمنى أن تحرر القاصة نصها منها وتنظر إلى الحدث من خارج نفسها كي لا تبسط عليه أساليب لم تخدم القصة أحيانًا ، إلا أنها تتسلل إلى عاطفة المتلقي ليشاركها الحزن والألم وبما يسقط أوجاعه وآلامه وذكيات الفقد المريرة على هذه القصة ، وإن كان هذا يستغرق القارئ تأثرًا ، فإنه لا يستغرقه حدثيًا .
بقي أن أثني على اللغة السهلة الرقيقة التي استعملتها الأديبة .
أديبتنا ، منى الخالدي
لك محبتي وتقديري
مأمون
الأديب الرائع
مامون المغازي
استطعت أن تلمس كل مواضع الألم في قصتي التي قاربت إلى الخاطرة
ووضعت يدك على مواطن الضعفِ فيها و جعلتني أعيش الحدث من جديد
حيث كنتَ مع المتلقين لمشاعر عفوية بثتها حروفي المتواضعة..
ليس بعد رأيك عزيزي محلاً للجدال
وبعد كل ما تقدم من الأحبة الأدباء حتماً سأدقق مستقبلاً فيما أكتب
ومنكم نستفيد.
هنا..مدرسةٌ بحق و يبقى جاهلٌ من يخرجُ منها دون ان يتعلم من أفكاركم الرائعة
وتوضيحاتكم ومتابعاتكم الكريمة
أيهّا المتألق
أعتزّ بكلّ حرفٍ تكتبه
فلك مني اطيب تحية وكل الاحترام..