|
" وستشهدُ الأيَّامُ " |
اضـربْ فـديتُكَ أيَّهـا القسَّـامُ |
وانسفْ بهاتيكَ الرجـومِ قلاعَـهمْ |
وازأرْ فأنتَ الفـاتِكُ الضِّـرْغَـامُ |
فجِّرْ براكـينَ اللظى مِنْ تحتـِهمْ |
حـتَّـى تُرَجَّ ببأسـِـكَ الأقْـدَامُ |
سـكتَ الغضنفرُ فاسـتبدَّ غريمُهُ |
واستأسـدتْ مِنْ حَـولِهِ الأغْنَـامُ |
ظنَّ الأعـادِي أنَّ صمـتَك ذِلَّـةٌ |
والصـبرُ عنْ غدرِ اللئـامِ حَـرَامُ |
زمجرْ فما عادَ السـكوتُ فضيلةً |
كلاَّ وما حَـفِظَ الدِّيَـارَ سَـــلامُ |
اضربْ فمنْ كفَّيْكَ ينهمـرُ اللظى |
وعلى جـبينِكَ تُرْسَـمُ الأحْــلامُ |
وانسفْ بذاكَ اليمِّ باطلَ كـفرِهِمْ |
فعلى يـديْـكَ تُبَـدَّدُ الأوْهَــامُ |
إيهٍ حمـاةَ الأرضِ هذَا يومُـكُمْ |
يـومٌ تتيــهُ بـعـزِّهِ الأيَّــامُ |
يا مَنْ كـتبتُمْ بالدمـاءِ قصـيدةً |
نطقتْ بصـدقِ حروفِهَـا الأقْـلامُ |
علَّمْـتُمُ الدنيَـا بـأنَّـا فـتـيـةٌ |
لا نسـتكينُ إذا طغَـى الظُّــلاَّمُ |
نمضِـي على دربِ الجهادِ يقودُنا |
عـنـدَ اللقـاءِ مظـفَّـرٌ وهُمَـامُ |
يا معـشـرَ الأقـزامِ إِنَّـا أمـةٌ |
بشـهيدِهَـا تتـزَلْـزَلُ الأعْـلامُ |
يمضِي إلى ساحِ الوغَى مُتَبَسِّـمًا |
وصدَى الرصـاصِ بأُذْنِهِ أنْغَــامُ |
يختالُ إنْ حَمِيَ الوطـيسُ مرددًا |
إنَّ الدِّمَـاءَ على الشـهيدِ وِسَــامُ |
رشَّـاشُـهُ بيمـينِـهِ والموتُ فِي |
خُطُـوَاتِـهِ وضلـوعُـهُ ألْغَــامُ |
هذي حَمَـاسُ العـزِّ يومَ تكلَّمَتْ |
سـجدتْ لها الأفـلاكُ والأجْـرَامُ |
أبناؤُهَا للجـارِ أكـرمُ جـيـرةٍ |
وأسـودُهَـا للمعتديـنَ حِـمَـامُ |
وبنودُهَا فوقَ الثريـَّا رفـرَفَـتْ |
ورجالُهَـا في أرضِنَا الأعْــلامُ |
قلْ للذينَ رمُـوا حمـاسَ بدائِهِمْ |
خِبْتُمْ وهلْ يَطَأُ الذًّرَى الأقْــزَامُ؟! |
هذي حَمَاسُ وَمَنْ يُطاوِلُ فَرْعَها؟! |
شـمَّــاءُ ليسـتْ للعُـدَاةِ تُـرَامُ |
صِيحُوا فإنَّ الشمسَ ليسَ يُضِيرُهَا |
غَـيْمٌ تلـبَّـدَ أوْ يُـثَـارَ رُغَـامُ |
هذي الكـتائبُ قدْ تتابعَ جَمْـرُهَا |
ولـهُ بأجْـسَـادِ العُـدَاةِ ضِـرَامُ |
فترى اليهودَ إذا الكـتائبُ أوعدتْ |
فرقَ الجـنودُ وولولَ الحـاخـامُ |
هذي عيونُ الأُسْدِ تحرسُ قدسَـنَا |
والعُرْبُ عنْ مَسْرَى الحبيبِ نِيَـامُ |
أيدٍ تذودُ عِنْ الحِـمَى وَسَـوَاعِدٌ |
تبنِـي ليسـعدَ بالهُـدَى أقْــوَامُ |
تبنِي لتزهرَ فِي الحيـاةِ غراسُـنَا |
ويزولَ عـنَّـا الشَّــوْكُ والآلامُ |
قلْ للذِي لعنَ السـياسيةَ وانثنَـى |
يؤذِِي الأُبَـاةَ وفعـلُـهُ إِجْــرَامُ |
مزَّقْتَ أوصالَ الصفوفِ بطعنـةٍ |
فتقطَّـعَتْ بنعـيقِـكَ الأرْحَـامُ |
(والخطبُ فـرَّقَنـَا قبائلَ جمـةً |
والخطـبُ عندَ عـداتِنَـا لَمَّـامُ) |
إنَّ السـياسةَ مـركبٌ لو قـادَهُ |
أهلُ الصــلاحِ تعـزَّزَ الإِسْـلامُ |
وتألَّـقَ الوطـنُ الحبيبُ وأهلُـهُ |
واستبشـرُوا لو صـحتِ الأفْهَـامُ |
سـنعيدُ بالإسـلامِ مجدَ حضارةٍ |
تُبْنَـى علَى أَسَـلِ القَنَـا وَتُقَـامُ |
نمضِي بركبِ الخـالدين يقودُنَـا |
نحـو الفـلاحِ هنيَّـةٌ وَصِـيَـامُ |
هذَا طريقُ العزِّ مرسـومُ الخَطَى |
قدْ خطَّـهُ المُخْـتَـارُ وَالقسَّــامُ |
ومضتْ بهِ نحوَ الخلـودِ قوافِـلٌ |
يزهُـو بهَـا عندَ الفَخَارِ الشَّــامُ |
سيسيرُ رَكْبُ العزِّ معتدَلَ الخُطَى |
تنهـارُ تحـتَ دبيبِـهِ الأَصْنَـامُ |
وسيشـرقُ الفجـرُ البهيُّ بنـورِهِ |
في أرضِنَـا وسـتشـهدُ الأيـَّامُ |