العزيز احمد..
دعني اسرح بعيدا..
امتزج في القصة الحب بشتى انواعه، فجعلت منها صورة حية للواقع اليومي الذي تعيشه الاارضي المحتلة النغتصبة أي كانت، فاحلام الحب والحنان، والحياة الهادئة والامان، والزهزر والريحان، والزيتون والارض، والاهل والجيران، كلها تصبح ما تهلم المرء في ساعات نومه القليلة بل وحتى في احلام اليقظة، وكأني بهذه الامور هي محركة وديناميكية الوجد فيهم، والاء كغيرها من الفتيات اللاتي عشن وقع الاحتلال، تحلم واحلامها لم تخرج عن المعهود بل ظلت تحوم حولها لانها بعقلها وبواقعها لايمكنها ان تخرج من هذا الذي تعيشه وتراه وتسمعه، اما باقي الاحلام فهي مؤجلة مدفونة في لاوعيها تنتظر ذات يوم ان تخرج هذا ان كتب لها الخروج اصلا.
احلامها تجذبها في البدء الى احضان الذي ترجوا من حضنه الامان، وهذا طبيعي لكونها فتاة تعلم بان جل ما تحتاجه هي واقرانها تحت هذا الاحتلال الجارف المتعجرف الامان رجل يحيمها من براثن هولاء المارقين، ومن ثم تعيد بذاطرتها للوراء القريب فترى تلك اليراعة المتحركة في البيت اخيها وهو يحلم احلام لاتشبه احلام الاء في الكثير من الامور بل في جلها فهذه حلمت بالامان بين احضان حبيبها ومن ثم بمهنة انسانية نعم وقد تكون المهنة اصلا فرضا واقعيا عليها لكونها ترى الالاف من ابناء بلدتها يحتاجون من يداويهم، لكن احلام رائد فاقت تصورها لكونه اصغير منها فكيف يملك العزم لتحقيق حلمه الذي هو حلم الملايين من بني وطنه، وهنا تاتي الايات عكس ما كانت تحلم هي به وتختلط الامور بذاكرتها وتمنح وجودها مساحة اكبر فترى الحلم بعض جزء منه يتحول الى ملحمة امام عينيها ذاك غائب والزيتون والارض تغتصب في اليوم الف مرة وها هي ترى فارسا يصول ويجول حاملا بندقية والده، وبلاشك هذه العبارة لها مدلولها التاريخي هنا وكأن الاء تريد ان تقول لنا بان رائد هو امتداد طبيعي لتيار المقاومة في بيتهم أي انه ورثها منهم، وتاتي لحظة السقوط فيلتف حوله الجنود ويسوقونه الى سجونه التي لاترحم، وهنا تشعر الاء ثانية بمآساتها كفتاة انها لم تعد ترى من يحميها فالى ماذا تعود بذاكرتها بلاشك الى الحبيب البعيد عساه يعود ليغرس فيها الامان لكنها تدرك اخيرا بان الطريق اليه صعب لانه كغيره ليس ممكنا الان.
هموم الانسان في وقتنا تفوق كل شيء..لانها لم تعد هموم جسد وروح فقط انما تعدت لتصبح هموم انسانية وارض ....
محبتي لك
جوتيار