|
لِحَاظِي فداكمْ يسأل العينَ "أنْهِري" |
ويرجو شعوري أن تنيركَ أسطري! |
ولكنّ حدّ البيْنِ يبدو مقاتِلي |
ولا غرْوَ، حدُّ البيْنِ سكرٌّ بلا خمرِ! |
تراءَتْ وإيهٍ مِنْ حضورِكِ غادَتي |
فأنشدتِ شعراً، وا عذابِي منِ الشِّعْرِ |
رأيتُ هلالاً في الغياهبِ مسْفراً |
ولمّا دَنَا منِّي، وَمِنْ حيْثُ لا أدري! |
حسبتُ نُضَاراً أقْبَلَ اليَوْمَ مبْكراً |
وكيْفَ نُضَارٌ هائمٌ بسَنَا بدرِ!؟ |
وأحسستُ برْقاً خلَّباً في فؤادِها |
وناراً، ووهْجُ النّارِ يبْدِعُ في التِّبْرِ! |
تقولُ وعيناها دليلُ مشاعر |
والصَّبُّ ملتاعٌ، مِنْ موقها يَذْري! |
رويداً فما الحسْبانُ حبُّهمو، وما |
أرى من حبيبٍ وامقٍ أيّ ذا غدْرِ! |
فَحُبُّكُمُو كالنَّجْمِ يبرقُ في الفضا |
أيا ----- عُذراً خرجتُ عن الطَّوْرِ! |
فيا ليْتَ حبَّ المرْءِ طوعُ بنانه |
ولَوْ كانَ طوعي.. بالوغى مهْرةٌ غُرِّ |
أحسُّ اللقا عشْقاً ينيرُ كواكباً |
أحسُّ الهوى صدراً يقبِّلهُ صدري! |
كأنِّي أعيشُ الحُبَّ فينةَ أقبلا |
ولكنّ حبّي لمْ أراهُ سوى عَشْرِ! |
فلمّا دنا عشقٌ لقلبيَ خلسةً |
بقايا كلامٍ أرتجيه إلى النَزْرِ! |
وأذكرُ ذاكَ الوعد طوْرَ نَبَسْتهُ |
أُراهِنكمْ أنْ لنْ أعيشَ هوىً عذْرِي |
أعوِّذُ قلبي أنْ أتعِّس حظَّهُ |
أعوِّذُ روحي أن تعذّبَ بالهجْرِ |
فإيقاعُ قلبي أعلنَ اليومَ نغمةً |
وقيثارتي ترنيمها، آهتي سِرِّي |
أحبُّ فتىً، قد كانَ حين تبسّما |
بدا الومْضُ إشراقاً وفي سنِّهِ يسْري |
وحينَ بكى، يبكيه دَمْعِي وأسْرعُ |
مكفْكفةً دمعاً أجاجاً ومِنْ ثَغْري! |
إذا جنَّ ليلي أسْرعَ الفحْمُ يرْسمُ |
على وَجْهِ قرْطاسي فتىً –فداكُمُو عُمْري |
وكانَ حيائي للوفيعةِ سابقٌ |
وكانتْ دمائي قانئاتٍ ومِنْ نحْري! |
ظَللْتُ أمنِّي النَّفْس أن أرسمَ الفتى |
كمنْ يرتجي ريشاً غَدائرهُ شَعْري! |
كفاكِ منىً يا أنْتِ يا أملَ الجَوى |
كفاكِ غراماً عُشْبُهُ في الحَشَا صُفْرِ! |
أقولُ كفى يا قلبُ ما لكَ قد هفَوْ |
تَ، واهٍ على عشقي، فواهٍ على وِزْري |
لقد كانَ وِزْري أن تولّعتُ بامرئٍ |
تَوَلَّعَ بالعين المُقفّاةِ مِنْ بَحْرِ |
أَغَاريدُها لَحْظٌ وكُحْلٌ، وهُدْبُها |
أزاهيرُ أفنانٍ، حَكَتْ هاكُمُو عِطْري |
حبيبتهُ غُصْنُ الأراكِ، صديقتي |
عذابُ ضميري أشْعلَ النَّارَ في جمري |
حبيبتهُ تلكَ الفتاةُ وزهْرتي |
إذا ذَبُلتْ نُور الصديقِ كما القُمْر |
فلمْ أستطعْ إلّـا القدومَ وأرتجي |
من الشِّعْر صَفْحاً آنف الصَّفْحَ في قبْري |
نعمْ، واعترافي لن يكونَ سَعَادتي |
فإنّي وأنفاسِي عذابٌ من السُّكْرِ |
فيا مهْجتي وجْدي أُقايضُكمْ سدىً |
سأدعو أيَا ربِّي، ندائي لكمْ شكْري |
أنِِ انتزعوا حبَّاً بعزمي بدعوتي |
أنِ اقتطعوا عشقاً وصولاً إلى البتَرِ |
وبعدَ قليلٍ أُغْلِق البابُ خَلفَها |
وهبَّتْ رياحٌ قادماتٌ على وتْري |
بعثتُ بأمواجٍ من الجوْفِ رتَّلتْ |
على سمعها شعراً بإيقاعهِ البحْري |
أعيشُ عذاباً بلْ عذابيْن كلَّما |
أحاولُ حلّاً أسْأل الله عن جهْري! |