|
وَلَدتكَ العذراء طفلا نقيا |
وَهْيَ أمٌّ لم تأت شيئاً فَريا |
أنتَ روحٌ من الإله تَجَلَّت |
بَشَرا ناصعَ الجبينِ سَوِيا |
جئتَ من غير ما أبٍ فَتَولّت |
رحمةُ الله بالحنان الصبيا |
وَلِأنَّ الميلادَ جاء اختراقا |
للنواميس واضحا وجليا |
قيل عنكَ ابنُ الله كي لايقولوا |
قد حُرِِّْمتَ انتماءك الأبويا |
وَلِكَيْ لايظل ميلادُ عيسى |
مُعجزا أوحدا ويبقى خفيا |
أظهر الله معجزاتك حتى |
أفحَمَتهم ثم اصطفاك نبيا |
كنتَ في المهد يوم أنطقك الله |
فكنتَ المُحَدِّثَ العبقريا |
وشفى الله عن طريقك مرضى |
داؤهم للعلاج كان عصيا |
ثم أحيا بلمسة منك مَيْتا |
صار لما أراد ربك حيا |
معجزاتٌ تَهدي إلى الله عقلا |
نَيِّرا وهْي قد تُضِلُّ غبيا |
يانبي الغفران والحب ضاقت |
عنك أحقادهم فعشت شقيا |
حَقَد حاخا مُهم وخشية حب |
أشبَعتهُ يد النبوة ريّا |
دفعتهم لصَلبِ من حسبوه |
أنه أنت إشتباها وغيا |
غير أن الصفح الذي قلت فيه |
شق دربا في العالمين سويا |
وتعالت أجراس قدسك حتى |
صار صوتا في الشرق يَدْوي دَوِيّا |
وتعالى صداه في الغرب لحنا |
مشرقيا عَذْبَ الرَّوِيِّ شجيا |
ياابن طهر العذراء ما جئتَ فيه |
صار نسيا ياسيدي منسيا |
منهجُ الحب والتسامح والصفح |
وحقِّ الضعيف يثني القويا |
أفْسَدته أخلاق رهطِ يهوذا |
فتلاشى صداه شيًّا فشيَّا |
إنها عنصرية العصر جاءت |
تُلُبِس الشرق ثوبها العنصريا |
بِاْسْمِ موسى تجمعت من شتات |
حاقد تستعيد عصرا قصيا |
وهو عصر لم يبق منه بقايا |
طوي العصر كالسِّجِلات طيا |
غير أن الدّعيّ جاء قويا |
وعنيدا وجاء أيضا غنيا |
ثروة الغرب كلها دعّمته |
وأفاءت عليه ظلا نديا |
وأقامت منه وَصِيّا علينا |
وابتنته مجمّعا عسكريا |
ياابْنَ طُهر العذراء تبًّا لغرب |
لم يكنْ لاْنتماءِ دين وفيا |
نحن في الشرق من حملنا إليه |
قبسا من سنى الإله سنيا |
ووهبنا له مسيحا محبا |
واسع الحلم والحجى حَضَريا |
فجزانا بالأحسنين قبيحا |
يوم ولى بأمرنا همجيا |
نحن ياسيدي ضحايا (مسيحٍ) |
هوّدُوه فلم يعد عربيا |