أنت مكرم فكن أهل لذلك
أن لديك من القدرات ما لا تدركه وأثبته العلم وهناك ما زال غامضا وانطلاقا من قوله تعالى " ولقد كرمنا بنى آدم " نبدأ حديثنا وكالعادة بعيدا عن المصطلحات الأكاديمية الصعبة وإنما دردشة ودية على القهوة نحاول بها معا الوصول الى الحقيقة
ولنتأمل معا تلك الآية وذلك التكريم والذى لو دققنا النظر لوجدنا أن درجات التكريم تختلف حسب مانح التكريم فتكريم زميلك يختلف عن تكريم رئيسك فى العمل يختلف عن مسئول كبير فكل يعطى قدر منصبه أو مقامة وكذلك المجهود الذي تبذله أنت كى تحصل على التكريم فما بالنا إن كان التكريم من الله ذو الجلال والإكرام المعطى بلا حساب خالق الكون
ان مجرد التفكير فى ذلك يجعل العقل البشرى غير قادر على التفكير فمع عظمة المعطى لابد أن تكون الجائزة مهوله والله هو المعطى فالتكريم بالتأكيد فوق ما نتخيل بل إننا سنظل نكتشف أوجه التكريم متى ظل الإنسان على وجه الأرض
أنت مكرم فكن أهل لذلك
فى هذا العصر فائق التقدم نتباهى جميعا بامتلاكنا لأحدث أجهزة الكمبيوتر وأكثرها سرعة وقدرة على التخزين فهناك من لديه هارد 200 وهناك 500 وهى سعة تخزينية رهيبة لم نكن نحلم بها من عدة سنوات مضت ولكن هل يوجد جهاز لديه القدرة على تخزين معلومات بصفة متتالية لمده 18 ساعة يوميا لمده 70 سنه تشمل النصوص والصور والفيديو و مختلف أنواع المعلومات..... أعتقد ان ذلك حتى الآن شبه مستحيل ولكن ألا تعلم ان لدى كل واحد منا هذه السعة بل إن هذه الكمية لا تمثل ولو واحد فى المائة من سعة ذاكرتك العقلية !!!! والتى لا نستغلها الاستغلال الجيد وايضا نتباهى بالبروسيسور أو المعالج فائق السرعة وقدرته على القيام بعدد ضخم من العمليات فى وقت واحد ولكن ألا تعلم أن أقوى وأسرع بروسيسور لا يستطيع الوصول الى واحد بالألف من قدراتك العقلية.. ولكن من يستخدم تلك القدرات ؟
أنت مكرم فكن أهل لذلك
لديك القدرة على الاختيار والتكييف والتطور لديك الغريزه للبقاء حيا ولديك القدرة على الترفع عن الغرائز وهو ما لا يتمتع به أى مخلوق فى الكون أو لا تعلم ذلك ؟
أنت مكرم فكن أهل لذلك
ولكن كيف ؟
هل بالرضا بإشباع تلك الغرائز والبخل على عقولنا بغذائها من قراءة وتعلم وسعى للتط ور والنمو ؟؟؟؟؟
هل بحرمان الروح من معية الله وهى سبيل راحتها وسموها فهى مثلك عندما تحس بالحنين وفقدان الأهل بعد فترة من الغربه وهى مثل الطفل عند ابتعاده عن أحضان أمه تحس بالغربة فى ابتعادها عن الله وتحس بالأمان فى معية الله كما يحس الطفل بأحضان أمه بل أنها تذوق لذة ما بعدها لذة فى القرب من الله
أنت مكرم فكن أهل لذلك
إن الكثيرين منا يعانون من نظرتهم المحدودة لآلاف الأشياء والظواهر معتقدين أنها مستحيلة أو أنها ضرب من الخوارق ولا نعلم أن تلك الأشياء هى مجرد هبات بسيطة وهبنا الله إياها
فعندما نرى شخصا استطاع أن يحفظ القرآن كاملا فى ثلاثة هور فسننظر اليه متعجبين قائلين لبعضنا البعض أن لديه قدرات خارقة ولا نعلم انه استطاع بالتدريب على عمل ربط منطقى بين الآيات حسب موضوعاتها وربطها بروابط خاصة استطاع من خلالها تبسيط الموضوع وكذلك تدريب ذاكرته على استيعاب قدر اكبر من المعلومات فى وقت أقل
وعندما نرى ممارس اليوجا وهو يكتم أنفاسه تحت الماء لفترات تفوق طاقة البشر فنسرع بالقول بأنها خدعة او انه يمارس نوع من السحر ولا نعلم أنه استطاع التحكم فى وظائفه الحيوية لدرجه ان لديه القدرة على ايقافها فى أى وقت
وعندما يصدر أحدهم حكما صارما على نفسه وعلى أهله بانه شخص محدود الذكاء وتوارث ذلك عن الأهل مستسلما لذلك الوهم فهو لا يعلم انه فى ثلاثة اشهر قادر على رفع مستوى قدراته العقلية بل قد يصل الأمر الى مضاعفة تلك القدرات
وعندما ينظر أحدهم الى بعض العادات كالخوف من بعض الأشياء أو التدخين أو الكسل المزمن أو أو ... على أنها عيوب لا يمكن لتخلص منها فهو بذلك لا يعلم أنه فى 21 يوم فقط لدية القدرة على التخلص من أى من تلك العادات وإحلال عادات أخرى محلها
لو أنك فكرت واقتنعت بما سبق سرده فأنت بذلك على أول طريق النجاح والتطور فالكمال بالتأكيد ليس من شيم البشر وإنما السعي للكمال هو سر آدميتنا فهو الرابط الوحيد بين المرء والتقدم
أنت مكرم فكن أهل لذلك
بدايه لفكرة نحو التطور و النهوض بالأنسان وقدراته والتى تعد الأساس الاول والاقوى لحضارة جيدة بفكر جديد
علنا نلحق بركب التطور والسير على الطريق الصحيح
فأنت مكرم فكن اهل لذلك