هذه وقفة لدراسة المظاهر الفنية في قصيدتي :
ما قيمة المرء
هنا
https://www.rabitat-alwaha.net/molta...ad.php?t=22987
بيد الأخ الناقد :
وائل أبي حمزة
آمل منكم الوقف على ما فيها
ولكم التقدير
ــــــــــــــــــــــــ
طيب الله أوقاتكم بعطر المغفرة والرحمة .
سيكون لنا الآن وقفة متأملة مع بعض الظواهر الفنية في هذه القصيدة الفياضة بالمشاعر ...
* وأول ما يواجهنا من مشاعر الألم والأسى كثرة الألفاظ الدالة والموحية بذلك مثل : ( البكاء ,
أتلفه , حزن , الدموع , النوى , أذوي ..... )
* انسجام البحر البسيط ذي الامتداد اللفظي والعروضي مع أنات الصدر التي ينفس بها الشاعر عن
آلامه ومعاناته .. وقد صدق فيه قول الشريف الرضي :
كم زفرة ضعفت فصارت أنة ....... تممتها بتنفس الصعداء
* يكثر الشاعر من استخدام الأفعال الماضية قياسا مع المضارعة فمثلا :
قلبـي وَ قلبُـكِ طِفـلانٍ وَ حَولَهُمـا ......... ذُؤْبانُ كَمْ نَهَشَـتْ مِـنْ قَلبِنـا تَرَفـا
قُيُودُنا غُرْبَـةٌ كَـمْ بَاعـدتْ وَ نَـوَىً ......... وَ الوَجْدُ يا طِفْلَتِي في أضْلُعِـي رَسَفـا
أحلامَنـا وَ الأمَانـي الغافِيـاتِ عَلـى ........ طُهْرِ الرُّؤَى - لَيْتَ شِعْرِي - دَهْرُنَا نَسَفا
بِالجمرِ كَمْ حَـرَّقَ العُـذَّالُ مَقْصَدَنـا ....... وَ كَمْ وَ كَمْ رَجَّمُوا , بِئْسَاً لِمَنْ قَذَفـا
كانوا كَرِيْحٍ عَلـى أشْلائِنـا عَصَفَـتْ ....... إِعْصَارَ حِقْـدٍ وَ لا مـأوى إِذا عَصَفـا
أَذْوي , لَقَدْ قَصَفُوا يَـا وَيْحَهُـمْ فَنَنَـاً ....... كَمْ ضَمَّنَا فَرَحَاً , يا وَيحَ مَـنْ قَصَفـا
بينما لم يرد في هذه القطعة إلا فعل مضارع واحد ( أذوي ) ودلالة ذلك أن الألم الذي يعاني منه صاحبنا
دفين قديم لم تمحه الساعات والأيام التي تلته .. ولنا أن ننظر إلى هذه الأفعال الماضية حتى نجدها من
مثل : ( نهشت , حرق , رجموا , قصفوا .... ) .
* مع ملاحظة الجزالة والقوة في ألفاظ القصيدة إلا أننا نجدها بعيدة عن المعجمية والوعورة .. وذلك
أننا لو صعب علينا معرفة معنى كلمة ما فإننا نفهم دلالتها من سياقها مثل : ( وَ الوَجْدُ يا طِفْلَتِي في
أضْلُعِـي رَسَفـا ) وقد دلنا السياق على أنه الوجد استقر في الضلوع مكبلا مقيدا .
* سيروا معي في الأبيات وانظروا عدد ( كم ) الخبرية التكثيرية المستخدمة ...
ذُؤْبانُ كَمْ نَهَشَـتْ مِـنْ قَلبِنـا تَرَفـا , قُيُودُنا غُرْبَـةٌ كَـمْ بَاعـدتْ وَ نَـوَىً , بِالجمرِ كَمْ حَـرَّقَ العُـذَّالُ
مَقْصَدَنـا , وَ كَمْ وَ كَمْ رَجَّمُوا , بِئْسَاً لِمَنْ قَذَفـا , كَمْ ضَمَّنَا فَرَحَاً , يا وَيحَ مَـنْ قَصَفـا ..... وغيرها
الكثير الكثير . فلماذا ؟
الذي يريد أن يؤكد على أمر يكرره ... وشاعرنا أراد أن يعكس الكم الهائل من المعاناة فكان استخدامه
لـ ( كم ) الخبرية التكثيرية بهذه الصورة وبعدد وصل إلى عشر .
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++*
هذه نظرة سريعة لم أتغلغل فيها إلى ما بين السطور واكتفيت بما هو واضح بين للقارئ .
وللدكتور هزاع مني أحسن القول وأجزل الاحترام وأوفر الإعجاب .