سياسة مدى الحياة
إن البخور لا تظهر رائحتة الذكية إلا إذا أشعل فيه النار، كذلك هو الحال مع السياسات التي سبقت السياسة الإسلامية ،والتي ظهرت في عهدها، وأرادت طمسها ، ومسخ هويتها ،وظلت وما زالت تحاربها ، والتي تعتبر بمثابة النار للبخور: فمثلا قبل ظهور السياسة الإسلامية كانت هناك سياسة سيطرت على العقول البشرية في مصر ،وهي السياسة الفرعونية التي كانت تعتمد على ركائز القوة، والسحر، والخرافات ، وان فرعون هو الإله واهب الحياه للبشر ،وهو المميت ، وهو جالب الخير ، و النماء المتمثل في علاقته الخرافية بالنيل ، هذه السياسةالتي سيطرت على عقول المصريين آن ذاك، ولدت لها سياسة سماوية حاربتها بنفس السلاح حتى انها طغت عليها، التهمتها ، جعلتها عبرة ، وأيه لكل الأزمان كما توعد الله سبحانة ،وتعالي ، بعد ذلك تلتها السياسةاليهودية الجاحده المتمثلة في الصراع بين نبي الله موسى وبين قومه الذين جحدوا نعمة الله عليهم على الرغم من كل المعجزات التي حققها لهم الله سبحانه وتعالي وهذه السياسة اليهودية تحورت وأخذت أشكالا كثيرة حتى انتهت إلى شكلها الحالي الذي يعتمد أيضا على ما اعتمد عليه فرعون في سياستة ركائز القوة، والخرافة المتمثله في معتقداتهم من أرض الميعاد، والدوله الممتده من النيل إلى الفرات، وأن هيكل نبي الله سليمان قابع تحت المسجد الأقصى، وأيضا ركيزة السحر لكن بشكل جديد متمثل في جهاز إعلامي قوي يشوش على العقول، ويقلب السراب حقيقه ،يبدل الحق باطلا، والباطل حق ، اذا تصفحت تاريخ هذه السياسه ستجد أنها تمثل رسما بيانيا متعرجا يبدأ من الضعف تدريجيا الي القوة ثم تأتي لها قوة أخرى تضعفها، وتقضي عليها ومثل لهذه القوة في عصرنا الحديث القوه النازيه،وإن كان عليها خلاف ، لكننا ان سلمنا بوجودها ، سنجد أنها جعلتهم شتاتا في الأرض حتى انها كادت أن تقضي على الكيان اليهودي في الأرض ،بعد ذلك قضي على القوة النازية بحكم التوازن البيئي السياسي الموجود على الأرض منذ الخليقة هكذا هو الحال التي تسير عليه السياسات من دون السياسة الإسلامية . فالسياسة الإسلامية سياسة كاملة الدسم بها كل العناصر السياسة فهي سياسة مكتملة بجميع أركانها كل ركن فيها يكمل الأخر، ولها ركائز ثابته ،واحدة تنبع من مركزها فتجعلها متوازنة متناسقة عبر الأزمان،والعصور.................... .......
فقد كانت البداية ضعفا ، وغربة، ولد الاسلام غريباً ، لكنه ليس غريباً في ذاته ، كان غريبا لغيره من السياسات ، كان ضعيفا على رغم قوته الساحقه لكن كان ضعفا شكليا لأنه يهدف الي اقناع من يعتنقه بمبادئة ، وسلوكه الي أن يصل الي التسليم بوحدانية الله ، على الرغم مم واجهته السياسةالإسلامية من مضادات ، ومن سياسات أخرى مضادة لها إلا انها أثبتت بقائها ، رغم حداثتها كانت الأقوى، والأبقى على مر العصور ،رغم ما واجهته ، وما تواجهه من عداوات من كل السياسات الأخرى التي اختلفت جميعها، واجتمعت على مبدأ واحد ألا وهو القضاء على السياسة الاسلامية، رغم الضعف الذي ساد معتنقي الإسلام إلا أن السياسة الإسلامية ما زالت قوية بذاتها ، وبمبادئها الواحدة الثابتة التي لن، ولم تتغير مهما تغيرت أجناس معتنقيها، وأفكارهم وجمعاتهم التي صنعوها بكل أشكالها من شيعه ، سنة، إسماعلية، زيدية ، علوية ، وغيرها..... فليصنعون ما يصنعون، وليحيدون كما شاءوا لكن الأصل ثابت جذوره راسخة، وفرعه في السماء ، فالتعبير بكلمة أصبح الإسلام ضعيفاً، تعبيراً خاطئا بكل ما يحويه من معان، لأن الإسلام قوياً بكل مقوماته ومبادئه، لكن الذي يضعف هو قلوب معتنقيه . اللهم قوي قلوبنا وإجعل قوتها تنبع من قوة الإسلام أمين ........... أمين ......... أمين
محمد سامي البوهي
دمياط : أكتوبر 1997