رفح...بركان كنعاني
رفح رسمت فوق الأخدود بطولتها
رفح صمدت في وجه الجلادين طويلاً
خطت أسطورتها من دمها الكنعاني
ولما اشتد زحام الموت في فيافيها
ثار الموت على جلادي وقاتل إخواني وطفلة أمي
إن قلعوا البستان يا رفح
يولد من تحت أديمه شبل تمرس فن أسلافه الجيد
رفح .. إن هدموا بيتنا
انتصبت هامات تتحدى جند هولاكو
رفح .. أنت قتلوا طفلة تأكل بيمينها
يولد من رحم الأرض لها
ألف شمعة تحملها ألف طفله
والطفلة تحت الأجداث تأوهت
كي تعود إلى برها المسيّد
تقهر من قتل في الليل حمامتها
وسر طفولتها
رفح .. إن خربوا مساجد يذكر فيها اسم الله
فصوت الله هو الأعلى
يزهق الباطل .. والباطل قاتلي
رفح إن منعوا عنك الهواء
استنشقي كي تبقى بوابتنا المنيعة..
يا أهلي .. يا ربعي .. ويا أطفال "الشابورة"
ارفعوا الهام تعانق السماء مثل نخل الكوفة
ويراها العالم العلوي كما العالم السفلي
في أساطير البطولة والفداء والأقصى
رفح .. يا رحم من ثاروا وانتفضوا كالبركان
علموا جلادكم وقاتل أحلامكم
كيف تقضون في الموت حياة تغيظ قاتل أنبيائي والرسل
رفح .. أراك كالعنقاء فوق كل وحي
ترفعين راياتي التي خضبتها دمائي
رسمت صورة أقصانا والمسرى
غافلت في الليل سفن الحرب الهمجية
ولما انتصب النهار في معاقلها الفتية
علمتنا رفح كيف يكون الموت ذليلاً بين أقدامها
رفح .. يا تل السلطان يا أسطورة كل الأزمان
قفي على جنان نهر دمائي
تنبت تحت قدميك بيارق نصري
غيظاً لقاتل أشجاري وأحلامي
رفح طفلك الرضيع حتماً سيكبر يوماً
يحلم أن ما بين النهر وبحري
مسقط رأسي وأجدادي وأطفالي
رفح .. مهما طال غرام الموت
يأتي يوم انتصاري في قدوم النهار
يترك غيمة بيضاء ولا يرحل
يمتد طيفها من رفح مثل نسيم الشهداء ولا يجفل
يسقط مطر كاللؤلؤ مرجاناً يتلألأ
في اللد وعكا والأقصى
رفح .. لا تجزعي واصبري فصابري
على عادة كتائب أقصانا
نحن الحق دوماً والباطل دوني كل البشر ..الخميس 13/5/2004