وقفت أتامل لوحة بحر هادئ وزورق يطفو على سطح الماء كأنه ريشة في مهب الريح ,يحركه الموج ببطء , الأفق أرجواني ينذر باقتراب الشمس من الغروب , كم تتقن هذه اللغة أن تكسر الصمت بداخلي فتشعرني بحاجتي للبوح , الزورق يبتعد ويبتعد , ورؤى جديدة تنجلي أمامي وتكشف حقيقة ما أخفيه وراء السكون ؟؟
سيصل حتما إلى الشاطئ الآخر ؟؟؟....
مابي منذ أعوام وأنا أصارع الموج لعلني أصل , الموج يغلبني تارة وتارة أغلبه , أغوص في الأعماق فأعود محملة بالكثير من الأشياء الجميلة, والملونة أظنها كنزا لكنها تنجلي أمام الشمس أصداف بحرية من كل صنف ولون ,وكأنني هذا الزورق البعيد تتقاذفه الأمواج كيفما اتفق ؟؟.........
أهمس لنفسي بحقيقة مؤلمة:
لن أستطيع أن أنساك , ولا أستطيع الوصول ؟؟فأي ألم أكبر من أن تضل ذراعي تجدف في الهواء, ظنا مني أنني أسبح ولكنني أجدني في مكاني !!!!................
يا الله , يتضائل احساسي بالخوف كلما أمعنت النظر في اللوحة, ينبثق من زاوياها نور خافت يتسلل إلى سويداء قلبي فيهدأ ويستكين ,ينثر النور على كل اللوحة يكبر ويكبر يخفي كآبة الألوان الأخرى , يمتد جسر خفي بين شروق الشمس وغروبها , يضمحل ذاك السواد لايبقى منه إلا ما يزين اطارها المذهب, تأسرالقلوب في الوهلة الأولى لكن من يتعمق فيها يدرك تماما أنها رحلة سفر, بين شروق وغروب ..
في ركن قصي من اللوحة , ورود ندية ترتشف الندى من نسيم صبح منتظر, تزداد كل يوم جمالا وإشراقا وعذوبة, لكأنما تسقى من ماء الحياة...
تذوب في دمي شوقا وحنينا, فلا يغيب عني سحر وجمال اللوحة بكل ألونها المختلفة , يظل حوار خافت بيني وبينها إلى أن يبشر الأفق بشروق جديد ................