العزيزة سعيدة..
اهلا بك في الواحة الخضراء...اتمنى لك هنا طيب الاقامة ودوام الابداع.
يرى البعض أن المقدمات تضعف النصوص..وانها تماطل قبل طرح الفكرة الاساس..ولكن لكل نص رؤيته الخاصة..فهناك نصوص تكون عارية تمامة من اللمسة الانسانية اذا لم نضف اليها المقدمات..لذا اختلف عنهم كثيرا في هذا الشأن..لاني ارى المقدمة هي لحظات الصدق التي تنتاب الانسان في حياته العادية عندما يريد ان يعبر عن شيء ما بداخله فيجد نفسه بعفوية يصف ويبرر ومن ثم يدخل..وهنا يكمن الصدق الذي اقول عنه..بالطبع ليس في جميع المواضيع لان هناك مواضيع لاتحتاج لوصف او مقدمة..لكن هنا في القصة هذه وجدتها ضرورة ملحة..لانها بدت لي تعطينا الصورة الاولية للشخصية الرئيسية في القصة.. واوق لدائما الادب يولد هكذا من الالم.. فكيف حياة الكاتب..الذي يترصد الحياة نفسها ويعيشها حسب رؤيته الخاصة وفكره الخاص..ويترصد الحالات..والاحداث..والانسان فيهما..والانسان دائما مبعث الكلمة فيه.. القصة بدأت من العنوان..حيث العنوان وحده يكفي لنكون على دراية بمجريات الحدث الاساس في القصة.. ولقد ابدعت الساردة هنا في نقل الوضع الداخلي النفسي للشخصية..والوضع الخارجي الميحط البيئي لنا.. بعميلة سردية درامية محكمة البناء..مستعينة بكل ادوات القص..من اجل ترسيخ الفكرة الاساس في ذهن المتلقي..وجاء طرح الموضوع متسما بسمة الاشكال التي تستفز العقول ايضا وليس العاطفة وحدها..لذا اجد نجاح النص في هذه المسألة بالذات..ان نستفز في المتلقي العقل والقلب معا..من اجل اعطاء رؤية اشمل واعلم للمشكلة..ولقد ابدعت الساردة هنا في نقل المشهد الحي لنا من خلال الغوص في اعماق الطفولة..ومن ثم الاجتماع..ومن ثم الطفلة وهي تكبر..والواقع المحيط بها..وحتى الملجأ..والرتابة التي تحيط بكل الاشياء..فكانت مادتها مفعمة بالحزن والوجع منذ البدء..وما يجعلني اقول بنجاح العمل هو ادوات الربط التي لازمت السرد منذ البداية الى النهاية بخيوط متناسقة ومتناغمة..مع اللجوء في بعض الفترات الى الاطالة..لكن الامر لم يقلل من شأن القصة..من حيث المعنى والمغزى..ولا حتى لم يؤثر على الصراع الداخلي والخارجي فيها.
مرة اخرى اهلا بك
محبتي لك
جوتيار