النظام
(إصطفوا: اصطفوا:قفوا صفا
تراجعوا: كل في دوره
ألا تتعلمون النظام أبدا؟
ألقاها بصوته الجهوري عليهم مسرعا رئيس بلدية المدينة وأدَلف داخلا
رغم الزحام القاتل و الأرجل الكسيحة والمعدات الخاوية التي تتمنى ان تأكل الحصى لو كان يسكت صراخ الجوع ويوئد تلوي الامعاء
وفي حرارة الشمس التي تشوي الأنفاس ولهيبها الذي سقى الرصيف فاصبح فطيم جهنم لايرحم الاقدام المتعبة في بقايا النعال المهترئة والأعين الشاخصة إليه والي بلوك توزيع حصص التموين وما يخرج منه وكلٌ يتمنى لوكان هو صاحب الدور القادم والسعد الآت
بعضهم يصرخ دون لا يدري لمن وعلى من يصرخ وبعضهم ألزم نفسه الصمت حتى اصبح عضوا من اعضائه والحاسة اللانهائية من حواسه فقد كثرت جدا. وبعضهم نسى جحيم الأرض وصعد بخياله الي جنان السماء يتذكر عناقيد العنب والسرر والحور العين وما أعده الله للمتقين.
وبصعوبةٍ إعتدل مائلهم واستقام معوجٌهم
فلما استجابوا
لمحوه يهرل من الباب الخلفي لبلوك التوزيع
وقد اصطف خلفه من يحمل له مخزون ستة أشهر مما لذ وطاب.
وهو يتمتم شعب لا يعرف الأدب ليس له الا العين الحمرا
ونظف بذلته ورفع أحد حاجبيه عن اخيه
وأكمل لاويا عنقه اليهم يرمقهم
آن أن يعرف هذا الشعب النظام)
/
/
دمتم مبدعين