ما كنتَ يوما لي و ما كنتَ يوما لغيري ..
ما كنتَ يوما لي و ما كنتَ يوما لغيري ..
ما عادَ لديَّ حكايا تُسرد ، على السطورِ تتكسرُ حروفي شظايا ، ألملمها كلماتٍ تتوكَّأ على غِمدِ نصلٍ من ألمٍ في خاصرة الورق ..
تبعثُ أنينا ، ومدادا يهراقُ فلا يرتوي طِرْسٌ منه ، ولا يمل اليراعُ نزفَه .
أيةُ قصةٍ تراني أرسو بها على شاطئ التيه ، وقد تركت كلَّ آلامي خلف قلبي ، لترحل مع الأيام ، ومسحْتُ كل ذكرى ، بعثرتُها على دروبِ النسيان ؟؟
كانت أيامٌ ورحلت إلى الزمن ، لن تعود ولن يجديَ ذكرها ، قد حملتُ منها العبرة لما هو قادم ، وتركتُ الزبد يذهب جُفاء ..
فلا تسلني ..
ربما أكون قد عرفتُك يوما .. ربما ..
قد تكون مررتَ عابراً فيما مضى ، ورحلتَ تحملكُ خطاكَ لأبعد من الذاكرة فسقطتَّ منها .
لا تُعِدْ عليَّ ما مضي ، مساحةُ الذاكرة قد قلصتها ، حتى لا يَثْقُل حملها بما لاينفع ولا يجدي ، لالوم ينفع اليوم ، ولا عتب يجدي ، والأمس لا يعود ، فما سعيك إلا هباء وراء سراب أمل .
لم أسألك حين آثرت الرحيل ، فلمَ تأتِ تسألني اليوم بما لا أملك لك جوابا له ؟؟
عذرا أيها الزمن ، هلا توقفتَ لحظة ؛ لترى ما ترك أثرك على ملامحي ؟؟!!
هل نظرت خلفك قبل أن تولي بأيامي إلى قلب أثلَمْتَه بجراحِك ، أو على مزق روح خلفها الفقد لمن طويته في تعاقب أيامك ؟؟
كيف آسى عليك !!
كيف آسى عليكَ !! وقد مضيْتَ تحمل أفراحي وأتراحي ، وتدوس برحيلك آمالي!؟
وهل سألتك يوما لم كان هذا منك ؟؟ وأنتَ ما أقبلتَ إلا لتدبر وتحمل المزيد والمزيد ، إلى أن يأتي يومٌ تطويني به مع من طويت ؟!
كيف آمنك ؟؟ كيف أركن إليك و ما كنت يوما لي و ما كنت يوما لغيري !؟ ..