واجب المسلمين .. تجاه رسول الإسلام .!
(( وجهة نظـر ))
هل رسولنا بحاجة إلى دفاعنا عنه ..! وهل من وسيلة للدفاع عنه أهم وأولى من اتفاقنا حول فهمٍ صحيحٍ وتطبيقٍ حكيمٍ لسنته ، والتزامٍ منطقي عملي بمبادئ الدين الذي جاء به ، لنكون له يوم القيامة حُـجّـة على الآخرين وشهداء .!
إذا تطلبت مرحلة معينة منا التصدي بحيث كان الخطاب- المُعـنـّوَنُ المُحـدَّدُ المُوجّـهُ إلى جهة بذاتها- دفاعاً عن رسول الإسلام الكريم البريء- المبعوث رحمة للعالمين ..، أقول إذا أضحى التصدي المباشر أشـدُّ إلحاحاً مما سواه من الفلسفات والأفكار الأخرى .. وجب علينا تلبية النداء كُلٌّ في مجاله ومن موقعه - لا جدال في هذا .!
فإذا كنا بصدد فضح رسومات وعبارات- بعينها- مسيئة لنا ولرسولنا ، نشرتها تلك الصحيفة أو ذاك الكاتب .!
إذا كان هذا هو الدافع لنا .! فليكن ، على ألا ننسى أن ما كتبوه هجوماً ، وما سنكتبه دفاعاً- بدافع الغضب الآني وردة الفعل العفوية الطبيعية الواجبة- كل ذلك سيطويه الزمان بأسرع مما نتصور .! وستبقى الحقيقة العملية عصيّة على تقلبات الدهـر .!
ففي حينها كان قد كفى عموم المسلمين الرد على تلك الإساءات- بعض الأخوة النبهاء- من حاضري البديهة ، ومَـنْ مكّـنتهم الظروف من متابعة الأحداث والتأثير في مجرياتها ، والوصول إلى حيث يُفيد القول . فكتبوا المقالات والقصائد وبلّـغوا الرسائل بمختلف اللغات وألقوها في عديد المناسبات .. جعل الله لهم ذلك في ميزان حسناتهم .!
والآن ، وتجاوباً مع دعوة إدارة الواحة لروادها بالإدلاء بما يرونه- كُلٌّ من زاويته- في كيفية الذود عن رسول الإسلام محمدٍ صلى الله عليه وسلم ، وإبراز اسمه ، وملاحمه الإنسانية - بما يليق بمكانته الرفيعة كخاتم للأنبياء والمرسلين ، ومتمم لمكارم الأخلاق ومبعوث من رب العالمين - للناس كافة ..
أود القول بأني أقرأ العديد من الرسائل الفكرية والثقافية فيما كان من إساءات لرسولنا بأقـلام أناسٍ لا يعرف بعضهم عن الإسلام وعن رسوله شيئاً - إلا بقدر ما يقرؤونه وما يُشاهدونه في وسائل إعلامهم من أحداث عالمية دامية ، تراءى أمامهم فيها اسمه ، وهو منها براء .!
في هذا الصدد أود التذكير بأهمية التفريق بين الخطاب الموجه للمسلمين ، وذلك الموجه لغيرهم في هذا المشروع المبارك .. كالآتي :
1- الخطاب الموجه للمسلمين :
أرى أن يكون هذا الخطاب ذا صبغة تثقيفية تربوية إصلاحية توفيقية . ويتم التركيز فيه على إيضاح مسئوليتنا الكبيرة عن إساءة الآخرين إلى رسولنا .
حيث أننا انقسمنا إلى طوائف وفرق وشيع ، ووصل الخلاف بيننا حد التقاتل وتكفير بعضنا بعضاً ، في حين أننا جميعاً نعلن على الملأ ونـدّعي أننا نستلهم أفكارنا من السنة ذاتها ، مما أوجد الذرائع والحُجج ضدنا جاهزة لدى الآخرين .
وأرى ضرورة التأكيد على أن كل من فهم الإسلام وسيرة الرسول من زاوية خاصة به- بما لم تـُجمع عليه الأمة - فعليه ألا يزج باسم الرسول والإسلام في مخططاته وتسمياته ؛ وإنما عليه أن يتحمل بمفرده أو مع جماعته مسئولية تلك الأفكار والمفاهيم التي لا يعلم صحتها ونيّـة أتباعها ونتائجها - إلا الله سبحانه وتعالى .
فليس من حق أحـدٍ أن يتبنى أفكاراً يستقيها من بيئته ، وتمليها عليه ثقافته ، ثم يسعى لتحقيقها فيزج باسم الرسول والإسلام ليستدر عطف البسطاء ، ويُقـْحِـم الأمة دون موافقتها في عداءاتٍ وحروبٍ دون استعدادٍ أو تخطيط ، ودون تحاور وإجماع حولها .
2- الخطاب الموجه لغير المسلمين في هذا المشروع :
أرى أن يكون الخطاب هنا فكرياً تصحيحياً تبشيرياً محضاً . ويأخذ في الحسبان حقيقة ودور - اختلاف الثقافات ، وحق حرية الاعتقاد ، ويُذكّـر الآخرين بمقدساتهم . ولا يكون عدائياً شمولياً يضع الآخرين في سلة واحدة - وإنما يُخاطب العقلاء والمفكرين في المجتمعات الغير مسلمة بالحكمة والموعظة الحسنة .
والله ولي التوفيق ..