|
صدح البلابل من "صنعاء" يُشجينـي |
يُحيِي من الوجد تاريخا ويحيينـي |
يطوي مسافات بُعدٍ أنهكت سفـري |
مابيـن خُضـرة أيامـي ومابينـي |
"أزال" روضـة أزهـاري وفاتنتـي |
يُعطّـر الـروح ريّاهـا ويُنديـنـي |
روحي طوت كل أرضٍ يا "أزال" فمـا |
وجـدتُ إلا بكـم روحـا تُسلّينـي |
خوفُ القطيعة في "تمـوز" زهّدنِـي |
دهرًا ..وها قد غدا"تمـوز "يُغرينـي |
من "لحج أبين" قد وافيت مصطحبـا |
شدْوَ " القمندان" والأفـراح تُدنينـي |
يهزّ أوتـار قلبـي عزفُـه ودمِـي |
وصوتُ " يا فل ياكـاذي " يغنّينـي |
و " معبقٌ " حيث أيام الصبا غبـرت |
وحيث عشقي لها من بدء تكوينـي |
معي تسافـر أنّـى سـرتُ متجهـًا |
تَحُثّ سيري وتجري فـي شرايينـي |
عيناي "صنعاء" لون البـنّ زيّنهـا |
فبصّرتنـي بكـم ياربـة الصـون |
ولوّنـت سحنتـي آثـار روضتكم |
فمـن ترابـك صـاغ الله تلوينـي |
وأنـتِ يامجـد آبائـي وحاضرتـي |
أمّ المدائـن تاريخـا ..يناديـنـي |
ومصحفي .. وتلاواتي .. ومِحبرتي |
شعري ونثري وإعرابـي وتبيينـي |
آيات فنـي ومعمـاري وهندستـي |
وزُخرفـي ومحاريبـي وتزييـنـي |
والعلم والمجـد والتاريـخ تنظمـه |
أسفارك الخضر في شتـى ميادينـي |
"أيار" يوم ابتدى التاريخ فـي" يمـنٍ" |
موحّـد الأرض والإنسـان والديـن |
جاءت "أزال" وفود الأهل من "عـدن" |
باقات ورد علـى أغصـان زيتـون |
و "شبوة " ومن"البيضاء "قدحضروا |
ومن "ذمـار" تلـوا آيـات ياسيـن |
تموكبوا فالمطايـا الراحليـن بهـا |
"مُهريّـة" صَحِبَتْهـم كـي تهنينـي |
و قَطّرت حضرموت الشهد في فمها |
يا شهد "دوعان"أطفئ حرقة البين |
وجادَ من "صعدةِ الهـادي" أحبتنـا |
بصادق الوُدِّ والرمـان والتيـن |
وقات "حجـة" و"المحويـت" سامَرَنا |
وضمّختنــا " تعـزٌّ " بالرياحيـن |
ومن " تهامة"وافـى معشـرٌ غـررٌ |
وقلّدوهـا زهـور الفُـلّ عِقـْديـن |
و"إبُّ أروى" أعادت مـن حكايتهـا |
مع الزمان عهـود الود تشجينـي |
عن "ماربٍ" حيث "بلقيس"بمجلسهـا |
شورى تمازج بين الحـزم والليـن |
و"الجوف" و"الضالع "الأشواق تحملها |
إلى مقامك يــا" أم المساكـيـن " |
وكف "عمران" طافت بالكؤوس ضحى |
من طيّب الكرم تسقيهم وتسقينـي |
و"ريمــــةٌ" لحِقَت بالـركب مسرعةٌ |
حيّتْك صنعاء يا أخت "الوُصَابَين" |
هم أخوتي وأُحيبابي وهـم رحِمِـي |
قدبارك الله في جمع اليمانـيـن |
زهدتُ في شمس "تموز "فأعقبني |
"هوًى " لتموز يبديني ويخفيني |
قالوا هواك هوى السلطان قلت بلـى |
هل غيره بعد ذاك الطّود يرضينـي؟ |
زئيره في وجـوه الكفـر يُطربنـي |
دهاقن الكفر أولـى مـن دهاقينـي |
يا "قائد الناس" لا يثنيك مـن نكثـوا |
الغدر في الناس خلق غيـر مأمـون |
يكفيك فخرا بـأن الخارجيـن همـو |
أخدان من هدّموا مجد الفراتيـن |
الخزي والمقت في الداريـن جلّلَهم |
فهم يفِحّون حقدا كالثعابين |
إزْأر فديتُك.. قُبحًـا للأولـى سقطـوا |
من مجد علّين حتى قعـر سِجِّيـن |
النصح في الحق إيمــاني ولا عجـبا |
إن أسخط البعض إنكاري فلامونـي |
لكـنه نصح ُ إيمـانٍ يميّزه |
عن باطلٍ أشر ٍ في النُّكر يُخزيني |
فلا تــرى مؤمنا يرضيه منكرهم |
لاأضحك الله منا سِنّ مأفون |
ما عاهـدوا حاكمًـا إلا وساومهـم |
غـازٍ عليـه فبـاعـوه بفلسـيـن |
قد ينتشي كافـرٌ حينـا بنصرتهـم |
والحقّ يظهرُ فـي كـل الأحاييـن |
باعوا الكرامات والأوطان في صلفٍ |
وقايضـوه نفيـس التبـر بالطيـن |
صنعاء أنتِ التي أنهضتِ في عـدن |
شوق التطهر من رجس الشياطيـن |
يذكّرالنـاس "تشريـنٌ" بنصرتكـم |
"ردفان " يوم ارتقى شُمُّ العرانين |
وكنتِ في جانب الوادي إذ انتفضـت |
أُسْد الشّرى كي يعيدوا مجد "حطّيـن" |
أعِيذُكِ الله يا "صنعاء" من زمـنٍ |
أضحيتُ فيه حبيسا بيـن ناريـن!! |
نار الأعاجم من حولـي تحاصرنـي |
وداخل البيت نـار الأهـل تصلينـي |
بالأمس في" الضالع" امتدت أياديهم |
واغتـال أعداؤنـا أفـراح "تشريـن" |
مَن أغضبتهم"أزالٌ" يـوم غضبتها |
إذْ ردّت الصاع للغازي بصاعين |
عادوا بأوجهنا واسترخصـوا دمنـا |
أعمى الهوى والتمنـي كـل عنّيـن |
أسيرُ عزّكِ يا صنعـاء .. يابلدي |
أزهو بحبك لـي زهـو السلاطيـن |
يا واحة العشق .. يا حضنا يهدهدني |
يا بلسم الجرح يـا طبّـا يداويني |
أنّى اتجهت وجوه العرب تحضن بي |
خيالك العذب فـي شـوقٍ وتدنينـي |
وحيث أذّنـتُ للتوحيـد فـي بلـدٍ |
كنتُ الإمامَ وكانـوا كلهـم دونـي |
زبيبةٌ منك بعد العـــــز تشبعني |
وقطرةٌ من نـداك الطّهـر تروينـي |
والحق دينـي فلا الترغيـب يطمعنـي |
في قولـه لا ولا الترهيـب يُثنيـنـي |
فيكِ امتلأت ُ بحبّ الآل محتسبـا |
أجر المـودة للهادي علـى دينـي |
وأرضعتني الهـدى آثـاره فعلـى |
هدي النبوة سيـري سيـر تمكيـن |
فـلا غلـوت بحـب الآل منتقصـا |
قدر الصحاب وليسَ الإفك يغوينـي |
هذا أنا يا "أزال "الخير سِفْـرُ هـوًى |
نشرتُه فيـك حبـّا كـي تضمينـي |
أنا المولّه.. آتٍ مـن نـوى سفـري |
ظمآن وجدٍ فيـا "صنعـاء " أسقينـي |