جنين فتاة ارملة في العشرين من العمر وكان السبب الذي جعلها تفقد زوجها عجلات الموت قد دهسته وسارعت بابتلاعه افواه القدر ، رايت ذلك المنظر بكامل تفاصيله ذلك المنظر الذي نضح عن ذلك الحادث المفزع الذي على اثره هرع الناس من كل صوب يتهافتون عليه كالمجانين لينظروه وهو متشرذم الاجزاء وكل عيون المارة تحدجه بعقول مصدوعة من هول ذلك المنظر ويسالونني ماذا حصل لذلك الشاب وماذا جرى له في تلك اللحظة كنت اتمنى لو انه ما زال على قيد الحياة ليرى الناس كيف يهتمون به ويسالون عنه ويرى ايضا مدى شهرته بينهم ، وبعد هذا الحادث المؤلم ما عدت قادرا حتى على الكلام فتلك الحادثة قبرت كلماتي ، وما كنت اعرف من قبل مدى قساوة ذلك المشهد الحجري الاجزاء ،فذلك المسلسل عشت بين حناياه كل الادوار وتابعت حلقاته من اولها اللى اخرها ، كنت بعيدا عنه واصرت عيناي وابت الا ان تراه فانسللت بين الجمهور الملتف حوله كقرص الشمس تحيطها اشعتها فاقتربت منه ونظرت الي لم ارى شيئا سوى بعض الكتل اللحمية لا شكل لها فتلعثم عقلي عندما رايته وحشدت كلمات موته في احشاء ذاكرتي ،وبعد برهة جاء احد اقربائه وقد جمحت في نفسه مشاعره واحاسيسه كانه انسان يمشي في غابة مظلمة لا يعرف طريق العودة ولم يعد قادرا السيطرة علىعنان نفسه فنظر اليه نظرة المشتاق الى الشمس التي لم تطل عليه من الشرق منذ سنين وصرخ بعدها صرخة مدوية انه احمد..... انه احمد............ فزلزلت تلك الصرخة كل من في المكان ،ولم استطع ان اردد حتى تلك الكلمات من وراء الجمع الغفير ، احسست حينها بامواج فكرية تغزو عقلي كشعب غاضب على حاكمه ويريد انزاله عن الحكم ولم اجد تفسير ا أعبر به عن مدى قساوة ذلك الزمان الذي تحول فيه القدر الى وحش مفترس
وفي اليوم التالي جاء وقت دفنه فسربلوا كل اعضائه المتشرذمة في الكفن الابيض حتى راسه المهشم ذو العينين الداميتين ، لم اصدق ذلك المنظر ..كان في الكفن الابيض نرجسا متفتحا بكبرياء سرمدي كحبة قمح سربلت في سنبلتها ثم حملته اذرع الرجال على اكتافهم مكان موضع البنادق لينقلوه الى افواه القدر........ كيف ذلك بحق السماء كيف استطيع ان اتصور ذلك الشاب، ذاك الذي كانت عيناه ملؤها الامل المتطلع الى المستقبل وفجاة تحطمت تلك الاحلام بانياب القدر ووصلنا الى مكان رقوه الابدي (المقبرة) تلك النهاية ... نهاية الامل شعرت حينها ان الارض تضحك من اجله تريد مداعبة اعضائه وعندما انزلوه الى القبر كشف بعض الكفن عن وجهه كانك قطفت احدى بتلات النرجس من قرصها واذا بابتسامة صفراء تحملق في نجوم الظهر كانها عصافير ميتة وعيناه صافيتان دافئتان كجداول الماء في فصل الصيف0 .،.ما اقساهم...................................... ...... .................................................. ................... لقد اهالوا
عليه التراب دون لمسة اعتذار او ذرة مشاعر .. وانتهت تلك الجنازة بجماهير تبكي ذللك الفقيد وحصل كل هذا ولن اجادل بل ساكون ايمانيا ...... كيف ذلك يحق السماء كيف ان تلك العينين الصافيتين تصبحان مرعى للنمل والحشرات لقد انتهت الجنازة الفرحة التي تجددت حياتها من جديد بموت البشر ورجعت الى المنزل ولم يبقى في الشارع سوى انا واكياس متطايرة من نسمات الهواء البارد وعدت الى البيت وجلست اكتب تلك الحكاية القدرية ويصدر صوت مبحوح0 فاستمعت اليه واذا به قلمي يمشي مترنح الخطى على طريقه البيضاء فاقدا الشعور بالامل وكبى كبوة ابدية على طريقه البيضاء.................................... .....