هذيان نفس
تسقط .. تتهاوى مني صرخةٌ قبل أن تتجاوز الحنجرةََ إلى أعماقي . واهيةٌ أنتِ يا نفسي , ضعيفةٌ حد الهشاشة ..
تصارعين الزمن ، و هو والانتظار حجرا رحىٍ تطحنكِ وتذروكِ هباءً . تباً لخواءٍ تعوي به الريحُ في صدركِ .. تباً لفراغٍ يلفُ كينونتكِ .
مالي أراكِ قد أسلمتِ أمركِ ، استسلمتِ ليأسٍ ما زادكِ إلا انطواءً وذبولاً . قتلتِ ابتسامةََ الفجرِ على نصبِ الألم قرباناً لظلام الليل, أطفأتِ قبسَ نور الأمل بزفراتِ التحسرِ على أسراب ظنٍ ، تلونين الكونُ بقتامةِ فكرِ سوداوي الملامح ، نرجسي الطلعة سقيم عليل .
خيباتكِ التي خلفها إعصارُ هلعكِ وارتجافُ قلبكِ خشية الفقد ، ألقت بكِ بين فكي الهواجس ، تغرسُ أنيابها في أشلاءِ روحكِ المنهكة.. كشجرةٍ تساقطت أوراقُها و جفتْ غصونها، لا يداعبها نسيمُ هوى ولا يجري بها ماءُ حياة.
ما بالكِ يا نفس تغرقينني في يم الحزن, وأنا ما عاد بي قوةٌ للعوم عكس تياراته العاتية ، وما عاد قلبي يحتملُ عصفَ رياح الندم بعد كل سقطة من سقطاتِ هواكِ المتعثر على وعر الأماني ، يتسرب الملل اليك وَساوِساً تتآكلك ، يمتدُ بساطَ هواجسٍ، يَسكنكِ الوهمُ هذياناً ، يَتقاذفكِ بين أفئدة العبثِ بأحلام الورود المتعطشة للدفء.
قومي ..
قومي انظري للحياة بعين اللبيبِ ، ازرعي فسائلَ الأمل ، كفكفي الدمع, انتفضي .. هبي اكسري قمقمَ التأسي ، اخرجي مارداً يحطمُ أسوارَ أسركِ ، احرقي معاقلَ يأسكِ ، وانزعي ثوباً نسجتهِ بخيوط ضعفكِ. البسي درعَ الأماني ، وتزيني بجميل صبركِ ، ارفعي عن عينيكِ غشاوةً سوداءً حجبتْ عنها النور ، وانظري في مرآتكِ ،
ابتسمي ..
أنت الآن أجمل ..
أقوى .