الوريقة الأولى
ما إن أمسك بالقلم ، حتى يكتسي قلبي حلةً رائعة ً من البهجة البهية ، ربما لأنه سيتاح له عبر القلم أن يعبر عن مكنوناته ، أحلامه، أماله ، ألامه ، وكثيراً ما يكون القلب في حاجة إلى أن يكثر من البوح ، بل وإلى أن يصرخ أحياناً .
الوريقة الثانية
لابد أنه حلم ، حلم بهيج ، هكذا حدثت نفسي ، فمظاهر الجمال منتشرة في كل مكان ، فهذه أعلام الخلافة الإسلامية ترفرف في أرجاء الأرض، وخطباء المساجد يدعون على كل منبر لخليفة المسلمين الأوحد ، والمدارس القرآنية منتشرة في كل مكان ، والثغور يحميها رجال صادقون أشداء، بالفعل كان حلماً جميلاً أفقت منه وأنا أتمتم قائلاً : وما ذلك على الله ببعيد.
الوريقة الثالثة
في بقعة من هذه الدنيا جلست ، حيث أشجار البرتقال واللوز والرمان والتفاح ، يغمر زهرها المكان ببهجة رائعة من العطر الشذي ، زاد من الجمال خرير مياه النبع السلسبيل ، وكأن نسيم الصبا قد تعاقد مع وريقات الشجر البهي لتشدو لنا أجمل سمفونية لا تحتاج إلى نفخ ولا وتر ولا يد ، وهذه العصافير المغردة زادت الأمر بهجة ، إنها قطعة في الأرض تشبه الجنة وليس من الجنة ، إنها حديقة ذات بهجة
.
الوريقة الرابعة
لا زلت أرقب الفجر ، ما أجمل أن تبدأ العيون يومها مع منظر رائع كمنظر الفجر، ينهزم الظلام رويداً رويداً ، ليحل في الأفق الممتد للناظر نوراً يجلي العتمة ، وما أجمل أن يدعو المؤمن حينها أن تنجلي عن القلوب الظلمة والوحشة ، لعلنا نعيش في سرور ووئام وسلام وبهجة.
الوريقة الخامسة
عجبي .... فمثلك يا صاحبي لم تكن تهزه مصيبة ، فما لي أراك اليوم مبتئساً ؟ ، إن مثلك من أصحاب الهمم العالية لا تهزه الحوادث ، ولا تقعده عن الخير المصائب ، لأن القعود صفة للخوالف ، ممن شدتهم الأرض إليها شداً رقيقاً ، فإذ بهم يلتصقون بها التصاقاً عجيباً ، فحسبهم أن ارتضوا أن تهزهم صغائر الأمور فكيف بعظائمها ؟ ، والنفس إما أن ترتقي بنفسها ، وإما أن تقنع بأن تكون طحلباً متطفلاً على مجتمعه.
ومثلك أخي في دائم حالاته كانت بهياً بهيجاً ، وعهدي بك رجلاً واثقاً من نفسك ، فدع عنك ممن يهاجموك مهاجمة الحاقد ، فلن يبلغوا من الجبل أعلاه ، و دع عنك اليأس فوالله ما يليق بك حلة .
ولنا مع الوريقات عودة.....