لَك وحْدَك يكُونُ الهَمْسُ ..
لَك وحْدَك يكُونُ الهَمْسُ ..
كلَّمَا غلّفَتْنِي الوَحْدَة ، وَحمَلتْنِي غَمَامَةُ الشّوْقِِ لتُمْطِرَنِي مُزُونَ حَنِينٍ علَى كَفين كُنْت شَرْنقَة بيْنَهُمَا ، قَبْلَ أَنْ أُحلّقَ لنُورِ عينيْك فَرَاشَة ، تَتَلوّنُ برَبيعِ قَلبك ، تُفرِدُ أجْنحَتَهَا للشّمْس ..
لَك وَحْدَك يَكُونُ هَمْسِي كُلّمَا بَلّلتْنِي أمْطَارُ نيسَان ، وَكُلّمَا اغتَسلَت الوُرودُ بِندَى فجْرهِ وتنَفّسَ عطرَهَا ..
وَحْدِي هُنا في الفقْدِ ..
أُقلّبُ ألْبُومَاتِ الصُّوَر ، أَسْكُنُ المَاضِي ، أُعيدُ رَسْمَ الوُجُوهِ وتَرْتيبَ الأَشْيَاء ، أَبْحَثُ عَنْ حَلقةٍ انْفَصَدَتْ عُرْوتُهَا مِن سِلْسِلَة سردنَا حلقاتُهَا مَتينَة ، انْفَلتَتْ مُتآمِرَةً لتَفصِمَ تَمَاسُكَنَا ، وكلٌ مَا زَالَ يُمسكُ بطَرْفِ يُحَدّقُ البَصَرَ بأخدُودِ الهَجْرِ يَنْشَقُّ عَمِيقًا أَمَامَ خُطَى الوَصْلِ ، وسَيْفُ الفَقْدِ يَقْطَعُ حِبَالَ صَبْرٍ تعَلّقْنا بهَا ..
حلّقَتْ أسْرَابُ الرّاحلِينَ أطْيَافًا تَسْكُنُ الصّوَرُ ، بِمَلامِح بَهَتَتْ وتغَيّرَتْ ، وأشيَاء مَا عَادَتْ في أمَاكِنِهَا ..
وَحْدَهُ نيسَان يَمْنَحُ الحَيَاةَ بعْضَ نَبْضِ ، حيْثُ يلتَقَى فيهِ المَوِْتُ والمِيلاَدُ ، لتتَشابَهَ الوُجُوهُ والنّظَرَاتُ والّشفَاهُ التِي رسَمَهَا الصّمتُ علَى حٌرُوفٍ ساكنَةٍ ترْفضٌ التّشْكيلَ ..
وَحْدي هُنَا ..
أُعيدٌ لمْلمَةَ الكَلِمَاتِ المَبْتُورةِ فِي حَكَايَا أنْهَاهَا القَدَر ، أضَاعَتْ تفَاصيلَهَا موَاسِمَ الحَصَادِ ، تَذْرُوهَا الرّيَاحُ هَشيمًا علَى مَرَاتعِ ألَمٍ نَبَتَ بقِيعَانِ الحُزْنِ شوْكًا ..
لَك وَحْدَك أَهْمِسُ ..
لَمْ يَبْقَ إلاّك يَسْمَعُ صفْقَ أبْوَابِ المَاضِي المُشْرَعَةِ علَى أطْلاَلِ أوْرَاقِِ كُتِبَتْ بِدَمْعٍ ..