آهٍ على آهِ الهوى تتلعثمُ هذي بينةٌ من نهدها تتكلمُ
آهٍ على آهِ الهوى تتلعثمُ ، فقدانك ما أمر به غريبُ ، دمعٌ ووجدٌ يقتلُ ، فكيف بالله عليك أفرحُ ، مالي أرى سيول دمع تحطُ بأوتادها كأن وتداً بنخاعي قد ولِد ! ، ومالي والحزن رفيقان في ظل النواح تعاهدنا أن لا نستبيحَ كلماتنا ، آهٍ ومن ثم آه تتلوها مهللةً بأسفارٍ من بلادِ الدهر تقدمُ ، هنا في المدينةِ هناك تلة بها شجر ونخل وتين ، بها أشباهُ البشر ، بها موتٌ وقبر عتيق ، بها من كل شبر عهدٌ من الموت عتيد ، اللحظُ في عينيكِ كأن به يبارزُ قلبي دونَ سيف يصدهُ به ، أو إن قلتُ لكِ أحبكِ تفلتينَ بوادرَ العشقِ لترمقي قلبي هناك .. تعلقينه بصخرة عنترة ، أو بنهد أو بثهلان ؟ ، أو إن ذكرتُ أسوار المدينة وأقرنتها بموتِنا هناك شبتْ علي رماح مثقلةٌ بأوداجِك ، أنا إن أتيتكِ طوعاً فمالي سوى قلبي هذا المهشم المغفل الذي أودى بي إلى التهلكة المتراكمة فوق أهدابِكِ ، معينٌ من الحب يسقيني فرات من نبع شفتيك ، وخمارُك العسجديُ الذي يبدو بعيني كمشكاةٍ تضيء بدلـا من سوادٍ أسودُ ، تنيرُ بعضَ رموشكِ وتمنحُ الأخرى نور ولا تهبهُ لها .
كلما وددتُ تقبيلَ بعض من أسوارِ شفتيك ، خفتُ حراسٌ بكِ مولعون ، بحرٌ بظهركِ تستندينَ عليه وأيامُ الفصول لكِ ما شئت ولي واعزلي منها ، وأسفارُ السموات كلها لديكِ ، فما بقي منها إلا ووطئ ثراكِ ، أنا إن أتيتُ نهديكِ " قدسٌ ولّدُ " أحملُ بعضَ مذكراتي .. لا تعتبي عليّ فأوصالُ الثواني بها عجبُ !!
شقَ الهوى من بغدادٍ صادح صوتهُ إني أتيت فتجهزي .. ، وقومي وانظري إني أتيتُ حامل كلمات من العشق أتلوها عليك .. :
" بعينيكِ .. بعينيكِ أرى دهرٌ من الجمال ثملُ ، وشعرُكِ أراهُ منفرد الروعة منثور كتيار من الهواء طلقُ ، أما قلبٌ وما به عللُ متمثل بهيئةٍ من الجنان موشحُ ، ووجهٌ من البهاء مدقِعُ ، تالله إن أتيتُ هند أو روساً أو بلاد من الرافدينِ أو بقاع الحبشة أو جزيرةٌ من العرب ما وجدتُ ثوباً من الجمالِ هنا يترنمُ .. "
مذكرات ما بعد ال 31 من آذار عام 2008