لازال ينبض
أنه ينبض ... نعم لازال هناك نبض ... وسط أكوام الركام ... وأعمدة الغمام .. لا يزال هنالك نبض .
ركام العادات ... والعلاقات ... عادات باليه .. مهام أسريه ... علاقات بائدة ... طقوس عائلية ... وواجبات اجتماعية ... وفي خضم المعمعة ... وقت ينزف ... وثاني يبدد ... وآخر يضيع ... وبين هذا وذاك هاتف يقول ( ولكن لا يزال هنالك متسع من الوقت ) ... أبر مهدئة يصدح بها بين الفينة والأخرى, مللت من سماعها ... سئمت من ترديدها ... أعياني دويها ... ولم يتوقف النزيف ... الألم يلازمني ...والحيرة والشتات تأسرني ...
(لا..لا أنت أفضل من غيرك .. و الحمد لله ) ... لافتات جميله ولكنها ليست في موضعها ... آه منها محبطات .. ومهدئات .. بل عوائق وعقبات ... تدنو بي لشيء ما لا أستطيع ... بل أرفض البوح به...
أستجمع قواي وأستعيد ما بقي في ذاكرتي من حكم وأمثال بالية عفنه نتنه لأصبر به على نفسي وأشد بها همتي ... وأرددها كهتافات وشعارات ( الإبداع لا يخرج إلا من رحم المعاناة ... وغير وغير والقائمة تطول ... شعارات ... هتافات ... تفاهات ...الخ الخ
إنها أشياء هزيلة تبعث الحماسة والوهن والتراخي في وقت واحد ... وفي وسط هذه الأحاسيس الغريبة أبحث من حولي عن بصيص أمل... أو بارقة نور ... أو صادق ناصح... ولكن عبثا فلم يعد حولي...إلا أشباح في سراب ... توارت بعيداً .. ولم أجد حتى في نفسي سوى غربة وعزلة... ولكن لم كل هذا ؟ ... وإلى أين ؟... وماذا بعد؟...استفهام بعد آخر يقودني إلى احتمالات كنت أخاف يوماً من مجرد التفكير بها ولكن الآن أراني أبوح بها ...هل هي تداعيات التكلس ... أم هو النضوب والوقوف على أطلال الماضي ... أم أنها الهزيمة .. ولكني لم أتعود الهزيمة .. ولن أرضى بها ... إذاً ماذا ؟؟؟
مادام هنالك نبض ... فلا بد من الثورة .. الصحوة .. لابد من تحريض بعضي على بعضي ... التمرد على كل ماهو حولي ... وسأصدح أني عائد ... إنها استراحة محارب ...وسأعود ... سأهزم ألعلاقات و أطيح بالواجبات وأسقط المهام ... كلها لن تأسرني ... لن تحرمني حريتي ... وسأعيش عشقي بخطوطه وألوانه ... فما دام هنالك نبض فهناك لون وهنالك فن لا يزال بداخلي ينبض ...
فيصل الخديدي 2005م