المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة جرارعة
"5"
أشتاق إلى ياسمينتي العذراء, ليته كان لي أن أخبرها عن عفريت الصحراء , أتخيّل كم من السنوات الضوئية أحتاج لأن أنسى ذلك الكابوس, أو تأويل أمّي التي أقسمتْ أنني حمقاء, أو على الأقلّ أمتلك تلقائيّة الحمقى, ما زالت تسائلني عن سرّ إدماني على تلك الفاكهة الكاسدة, و لماذا لا أكترث لغصّات القهر النابت بين عروقي حين أقضمها, ليتها تعلم أنني أحتاج شفقة عالَم, و أن قوّتي تضمر وهناً ليس لأيّ كان أن يبلغه.
مراهقتي لم تبدأ حتّى تنتهي, و شبابي سابق لطفولتي, و لا بأس بمراهقة متأخّرة أتعلّم في مراحلها كيف أصيّر هواجسي شرقيّة الملامح, و أطفئ عطش الروح بما يوائم قرارات محكمة التقاليد, و أعلم تماماً أن رمال التوبيخ ستظلّ تنهمر على سيمفونيّتي, حتّى آخر لحظة تسبق غرقي في الجحيم.
الراقية السيدة فاطمة جرارعة المحترمة
بين شعر ونثر تمسكين برياحين اللغة و تنثرينها عبقاً يعطـّر ذاكرة الجمال والابداع.
عذرية المفردات و رمزيتها ترسم مع كل جملة لوحة خاصة.. وإذا أعدنا القراءة تتبدّل نظرتنا إلى نفس اللوحة, فإذا بالحروف و الموسيقى تنهمر مختلفة كاختلاف المواسم, فمرة نقرأ الهدوء الملتحف بالصوفية, ومرة نقرأ هدوء ما قبل العاصفة, ومرة نرى البراكين "الثائرة" بخطى ثابتة ...
كل التحية
مازن سلام