ماعاد للأوطان أحصنة فتحضننا بها الأشواق في شرف ونتلفها بكفر لا بريحْ
ما عاد للذكرى سلام كي نناجي صخرة قرب الضريحْ
ونذكر الأجيال بالماضي فأين تراه قد ولى وقد أدلى بأعياد المسيحْ
مهلا لمغترب أبى ذكر الرجوع على اللسان.
أفلن تعود كما ذهبت الآن في خجل وفي ذل المهانة كي تهان؟
عجبا لأمرك قد دنوت من الغرابة منزلا لا يستهان.
وتظن نفسك قد بلغت أقاصيَ الوجنات في بلد يلاحقه الأمان!
عد في سماحة دينك الأقوى وعجل من رجوعك فالسراب مخيم ستين عاما لا انقطاع.
والقدس تدرك أنها أُسرت وتدرك أن سجانا يخالط في العراء رحيقها دهرا فهل من صوت مملوك يباع؟
وهل تعايش مايعانيه الرفاق من الضياع؟!!!
أم أن قلبك لا يبالي إن تمردت اليهود على الورى زمنا فيوم العُرْب قد ولى ولن نلقاه في يوم جديد.
عجبا لأمرك يا رفيق متى تعود من المذلة كي تعيش حضارة الأمس التليد؟
وتغني الأوجاع في ألق يفر من الأيادي كلما نطقت مفكرة القصيد.
أترى الممالك لم تعد تدري بأن مجالس الأشراف قد عبرت بغابات النخيل
وكأن قرطبة العشائر لم تكن ترضى بنا سكناً لها
سمعت بكاء مساجدٍِِِ فغدت تتابع مايدق من الكنائسِ والهوى
وتدق أجراس الرحيل
غدا تموت مزارع الزيتون في الأقصى كما ماتت ممالك سائر الأسلاف في هلع مريع
غدا ترى مدن المعزة تنحني حول الربيع.
وترى الفراق مهندا ومعانداً صوت التوسل كي ترى برد الهزيمة لا يشابهه الصقيع
وترى المصيف مشتتاً كالعائدين
وترى المشانق في الحدائق لم تكن مألوفةً فترى المهانة والمهين.
وترى الجميع.....