ناديه
ياعظمة الجمال وكبريائه
انى اليك تائه
فأشعلى بقلبك الفناره
حتى يهتدى لك البحاره
وتصيح الاصداف والمحاره
ناديه
ياشمس بلا لهيب
اشرقى قد جاء الحبيب
سقطت مشاعر الحب الصادق على الارض فتفجرت وانبت صخرها الجلمود تلك الابيات السابقه وترعرعت تلك النبته فى قلبى وتشبثت به كأنها نبات يتشبث بارض بكر
كان ذلك عندما رايت ناديه تلك الفتاه ذات السبع عشر من عمرها تتهادى فى خطواتها تضم كتبها المدرسيه على صدرها فى رفق يعلن عن مدى رقة مشاعرها وتتدلى ضفرتين على كتفيها -- خيل الي ان هناك اطياف من الورود تسير ورائها وان هناك اسراب من الحسون ترفرف فوقها وتسبح بجمالها
خفق قلبى بشده واخترقت سهام الحب قلبى بسرعه وسهوله وكأنها نصل سكين يخترق قالب من الذبد الطرى
تكررت نظراتى الى ناديه وتكرر انتظارى لها وهى عائده من مدرستها
وذات مره تلاقت عيونى وعيون ناديه فأكتسى وجهها الناصع البياض بحمرة خجل خفيفه ذادت من روعة جمالها
واسدلت جفنيها وهى تنظر الى الارض وتعض على شفتيها كأنها توجه رسالة اعتراض ولوم لى
لم تكن تدرى ان قلبى مشتعل بنيران الحب الصادق وانى مجبر على انتظارها والنظر اليها حتى يرتوى ظمأ قلبى --
مرت الايام وتعددت النظرات وبدأ قلب ناديه يخفق بالحب وان كانت تحاول اخفاؤه مكتفيه ببعض النظرات والابتسامات المستتره--- انا ايضا فضلت ان اعبدها فى محراب الصمت فقد كنت اعتبرها اله للجمال يكفى عبادته من بعد ولا يجب تلويثه باكثر من ذلك
كانت ناديه ذات جمال خارق من النادر ان يتكرر ومن الطبيعى ان يتهاتف الرجال على هذا الجمال مما اصابها بالغرور واصبحت تتمنع اذا وجدتنى فى محراب حبها وتترغب اذا هممت بأنهاء صلاتى
ودارت الايام وتقدم من هو افضل منى مالا وجاها وزفت اليه وجرح قلبى وتحطم لكن لم ينسى حبها ابدا
حتى بعد ان تزوجت من فتاه اختارها عقلى مرت اعوام كثيره قبل ان تهدأ نيرن حبى لها وتصبح رمادا
مرت اعوام كثيره وها انا أحيى حياه سعيده وأستعد لزفاف ابنتى والايام تمر بصوره روتينيه الا من خبر صغير لم التفت اليه كثيرا فقد اخبرنى جارى انه قد باع شقته الى ارمله فى العقد الخامس تعيش وحدها بعد ان تزوج آخر ابنائها وتريد ان تقطن هنا حتى تكون بالقرب من اولادها
فى مساء ذات يوم خرجت كعادتى للصلاه فى المسجد المجاور وتصادف خروج الجاره الجديده من شقتها المجاوره لشقتى نظرت اليها ونظرت الي وتسمرت اقدامنا واخرصنا الذهول -- تلاقت اعيننا من جديد وحوت نظراتنا الاف الاسئله دون اجابه
ظنت انى أحلم او خيل اليى فمن كان يتوقع ان تكون الارمله التى اشترت الشقه المجاوره هى حبيبة قلبى الوحيده التى خفق قلبى بحبها – آآآآآآه ياويحى --- ياويحى – القاها القدر فى طريقى مره اخرى - ياله من حدث جل تتلاشى امامه عظائم الامور-- ياله من مصير تنجرف نحوه حياتى المقبله – ياله من لقاء اشعل نار الحب فى قلبى من جديد وكأن سنين الفراق الطويله مجرد لحظه لا اكثر -- اخذت تراودنى احلام الالتقاء بحبيبة قلبى خاصه انى وجدت منها بعض الاشارات التى تغذى نار الحب وتعطى الضوء الاخضر لاحلامى
لكن ماذا أفعل مع زوجتى --- هل أتركها – وما ذنبها لقد كانت خير زوجه لى – تحبنى – واحبها -- تقبل الارض التى أسير عليها – دائما تقول لى (انت هدية الله لى ) كيف أغدر بها – يالها من حيره
لاحظت الزوجه
تغير حال زوجها –كان قد نما الى علمها قصة حبه لناديه --- ذلك فى بداية الزواج لكنها صبرت وتحملت حتى احتلت المكانه الاولى بالنسبه له وها هو شبح حبه لناديه يطل على حياتها من جديد – لكن ماذا تفعل بعد ان تقدم بها العمر – لا تملك سوى انتظار قراره
لاحظت نظرات زوجتى لى --- عيناها تقول – لااريد ان اراك تعيسا – اذهب اليها–لكن اعطنى حريتى –سامحك الله واعاننى على فجيعتى
لالالا-- لن اتركها-- سانسى ناديه كما نسيتها من قبل – لكن كيف وهى بجوارى اشعر بانفاسها-- يخيل الى انها تخاطبنى -- لايفصل بينى وبينها سوى جدار لايتحمل اكثر من ضربة معول –-- ياله من عذاب ترتجف منه القلوب -
لا يمكن ان اتخلى عن زوجتى --- يربطنى بها حب آخر – حب الحياه السعيده – لا انكر ان نيرانه اهون وارحم من نيران عشقى لناديه -
امامى خياران -- لا مفر منهما -- أأختار الاحتراق بنار العشق -- ام البى نداء القلب-- وليكن بكائى على فراق الزوجه صامتا --- يا له من اختبار صعب --- يالها من ورطه –كيف الفرار منها ----كيف الفرار