التشرزم آفة بني يعرب
لفت انتباهي مؤخرا تعدد وانتشار المنتديات العربيه الي الحد الذي قد يصدق فيه القول بأن لكل مواطن منتدي ( طالما أن حكوماتنا لم تفلح في توفير بيت لكل مواطن او وظيفه لكل مواطن ، بل والانكي ان بعض الحكومات لم تفلح في توفير رغيف لكل مواطن ) وليس لدي عتب طلما تباينت وتعددت اتجاهات وأشكال ومحتويات المنتديات اما حين نري نسخ مكرره وافكار تائه واقلام لاهثه حين نري ان المنتديات تجزأت وتشابهت فلم يعد يميز إحداها عن الاخر شئ حتي في التصميم والمحتوي اللهم الا في المسمي وأن كنت بدات ألحظ ضيق مساحة الاختيار لدرجة تطابق اسماء الصفحات هنا وجب ان تكون لنا وقفه.
اخواننا في البلاد المتقدمه علينا في مجال الويب نزعو الي شئ اسمه المدونات الشخصيه ( البلوجرز ) يدونون فيه ما شاءو من خصوصياتهم التي يودون ان يشاركهم فيها الأخرين وهمومهم وتصوراتهم في شتي المجالات ،، هي اقرب ما يكون من البوح ، الحاجه للشعور بمشاركة الاخرين والتنفيس عن الذات ربما ساعدهم تفكك عري العلاقات الاجتماعيه والأنعزاليه التي يعايشوها رغما عنهم بسبب طبيعة الحياة وقسوة الواقع الذي يفرض مستوى معين من المعيشه تجعل اللهاث والعمل ثم العمل هو الشغل الشاغل .
المهم نعود الي صلب موضوعنا هم وجدو ضالتهم في تلك المدونات الشخصيه وهو حل اري انه جميل ومجد أما نحن فمن رحم بضع مئات من المنتديات التي ظهرت في بداية تعرفنا بالويب خرجت ملايين المنتيات الصغيره غير المؤثره الا في دائرة ضيقه من القراء ومضيعه حق الكثيرين منا في التمتع بكتابات قيمة لكتاب ونقاد ومبدعين نعتز بالقراءه لهم ونعجز عن اللهاث وراء كم المنتديات الذين تبعثر انتاجهم فيه لا لشئ الا لأننا نعشق التشرزم والتفرق ما الضير لو اننا تجمعنا جميعا في عدة منتديات قويه فاعله مؤثره إذا كنا فعلا بصدد تأسيس فكر اصلاحي ينهض بالامه من خلال النقاش الجاد والابداع الحر الذي يحترم الرأي والرأي الاخر ويقبل النقاش فيما يسهم بجد في أحداث حراك ثقافي فاعل يرتقي بعقول ابناء الامه وفكر ابنائها ويجعل من المشروع النهضوي واقع لا خيال
قد يري البعض انني حالم او رومنسي التفكير ، لكن وبصدق اري اننا لن نتقدم قيد انمله ونحن موزعون كل متشبث برأيه وفكره الخاص ولا يقبل النقاش او اتاحة فرجه للرأي الاخر وترك مساحة للحوار او أبداء الرأي ( نطالب حكوماتنا دوما بالحريه ثم نحرمها نحن بيننا ) نصادر الفكر الاخر ونهجر المنتدي الذي لا يتوافق مع قناعتنا ومن ثم ننشئ منتدي جديد ( صغير ) ويأتي غيرنا فيختلف معنا فيسارع إلي انشاء منتدي أخر لأانه اختلف معنا
اذكر حين بدات الكتابه في بداية هذا العقد ان بعض ما نشرت حصد بضع وعشرين ألف قرأءه وناهزت الردود التعليقات مائة رد وخلاف هذا كان يوجد قراءات بالألاف لي ولغيري ممن كان يكتبون وقتها وكانت تعليقتهم علي المواضيع او النصوص او الشعر قيمة وتسير في ظل النقد الموضوعي والعجاب المعتدل بلا مجاملات او سفاهه في الرد ، اما حالنا الأن فهو لا يسر ونظره علي المنتديات تجعل من الحزن رفيق لاعيننا بضع عشرات من المشتركين في كل منتدي وبضع عشرات من المشاركات التي لا تجد الا كلمه مشكور او بارك الله فيك من المشرف علي الصفحه او صاحب المنتدي ،، وكاننا بعد أن تشرزمنا كأمم اردنا تأصيل هذا التشرزم ايضا علي مستوي الفكر والحوار الثقافي ونحن الذين كان من المفترض ونحن مثقفي الأمه أن نسهم في محاولات توحيد امتنا ولو فكريا بعدما فشلنا في توحيدها علي كافة الأصعده
فهل ياتري أجد لكليماتي آذان صاغيه؟ وهل أحلم حين أطالب بتجميع وتكثيف الحضور الثقافي لنا لتصبح لأحرفنا قوه فاعله ؟
أذا كان هذا حلم فدعوني أحلم
اشرف نبوي