|
أتيتُ إليكِ مجروحَ المشاعِرْ![](clear.gif) |
من الزمنِ الذي يُدعى معاصرْ |
أتيتُكِ يا سُليمى ، فامنحيني![](clear.gif) |
جوازَ مرورِ مجروحٍ و حائرْ |
أتيتُكِ و الجراحُ تقضُّ نومي![](clear.gif) |
و تغرسُ فيهِ آلافَ الخناجرْ |
أتيتُكِ فاقبلي بعض اغترابي![](clear.gif) |
فإن الجُرحَ في الأعماقِ غائرْ |
قطعتُ إليكِ سيراً ألف عامٍ![](clear.gif) |
جميعاً قد أُحيطتْ بالمخاطرْ |
لعلي أجتني ورداً جميلاً![](clear.gif) |
سَقَتْهُ بِخَدِّكِ السُّحبُ المواطر ْ |
و أنهلُ إن ظمِئتُ الماءَ عذباً![](clear.gif) |
نَقِيَّ الأصلِ موثوقَ المصادرْ |
أتوقُ لحلبةٍ من ضرعِ شاةٍ![](clear.gif) |
و تمرٍ تُطعميهِ بطيبِ خاطرْ |
تعامت أعينُ الحُسَّادِ عنهُ![](clear.gif) |
فلم تمْسَسْهُ .. غدراً .. كفُّ غادرْ |
أتوقُ لخيمةٍ تأوي شتاتي![](clear.gif) |
فإني لستُ أحفلُ بالعمائرْ |
فما جدوى قصورٍ شامخاتٍ![](clear.gif) |
سكنّاها ، و قتَّلنا الضمائرْ |
تعالي شاركيني بعض حزني![](clear.gif) |
فإن زماننا بالحزن زاخرْ |
فهذا دفترُ الجوعى بعصري![](clear.gif) |
يكاد بهاؤهُ يجلو النواظرْ |
أما أَبْصَرْتِ يا حسناءُ طفلاً![](clear.gif) |
طواه الجوعُِ ، أعيته الفواقر |
يُلامِسُ جسمُهُ المهزولُ أرضاً![](clear.gif) |
يُقاسمُ نملَها قمحَ البيادرْ |
و هذا دفترُ الحربِ ، اْتركيهِ![](clear.gif) |
فليست حربَ أسيافٍ بواترْ |
و لكنَّ المعارِكَ في زماني![](clear.gif) |
تُحرِّكها الأشعةُ و النظائرْ |
و هذا ما تيسَّرَ من كتابٍ![](clear.gif) |
عن الإرهابِ ألَّفَهُ مُقامرْ |
و صَنَّفَ محتواهُ على هواهُ![](clear.gif) |
و ربُّ الكونِ أعلمُ بالسرائرْ |
و ذاكَ مُرَوِّعٌ ، لا تقرئيهِ![](clear.gif) |
و تلك روايةٌ تُدمي المشاعرْ |
كتاباتٌ تُشيِّبُ يا سُليمى![](clear.gif) |
توارى تحتها ديوانُ شاعرْ |
يُغنِّي للسلام و للتآخي![](clear.gif) |
بعصرِ القهرِ و الموتِ المُباشرْ |
و جاءكِ من هناك ببعض عشقٍ![](clear.gif) |
طواهُ مؤججاً و بِهِ يجاهرْ |
ففتَّشَ عنكِ في زمنٍ تولّى![](clear.gif) |
و جابَ سؤالُهُ كلَّ العشائرْ |
فلمّا لم يجدْكِ هناك ولّى![](clear.gif) |
و عاد مهرولاً صوبَ المعاصرْ |