مساء الورد ..
أنا الآن أكتب لك في حالة شعر ، أو بتعبير دقيق في حالة انفجار..
كنتُ دائما وأنا أعانق صفحة النثر الانيقة ، أبحث عن مواضيع الملتحفين بالأريج والعبق، وكنت أنت واحدا منهم
، لكنني لم أجرؤ إلا في حالات قليلة على الرد ، كانت تتركني اللغة وحيدا قرب حانات الإنتشاء والتلذذ
بالجمال ، جمال تلك النصوص..
أعرف أحد الكتاب دائما ما كان يقول: لابدّ للشعر أن يتزوج من بنات النثر الكثير، حتى يستطيع أن يلد طفلا
شعريا قادرا على الصراخ والجنون ، وعلى الناثر أن يتزوج من بنات الشعر الكثير أيضا..
وأنا أعلن اليوم كشاعر أنني تزوجت[عانقت ، قرأت ، واعدت..] الكثير من النصوص هنا في منتدى النثر ،
ومن بينها نصوصك ، لكن الزواج كان سريا ، والحق أن تلك النصوص لا تحب أن يراها الناس مع شاعر ،
لذا كنتُ أحترم رغبتها..
لا أزال أتذكر يوم دعوتُ نصك :[المجنونة وشريعة القبيلة] ، إلى مقهى في أحد شوارع قلبي الضيقة ، بل لا
أنسى أبدا ما قاله لي نصك:[امرأة في وطني] يوم تعرفتُ عليه أول مرة ، قال:"إياك أن ترى امرأة تنسى
وجهها في الطين وتمضي الى سيف في العنق ولا تنفجر غضبا وسخطا" وفهمتُ يومها مغزى كلامه..
أخيرا أريد أن أرسل قبلة إليكم كلكم أيها الناثرون الورد في حياتنا ، أيها الرائعون مثل الجنون ، أيها
الطاهرون مثل البكاء ، أيها الحساسون مثل قلبي الذي لم أره منذ أيام ..
الجميل في ما تنثرونه هنا ، أنه يفوح بالعطر وبماء الورد وبالسلام ..
لقد راودتني قصيدة وأنا أكتب لكم ، لكنني هدأت من روعها حتى حين ، بصراحة أردتُ اليوم أن اكون ناثرا ،
وأن أبعث رسالة نثرية إلى الناثرين /الرائعين ..
شكرا لكم جميعا ، وشكرا للنثر ، وشكرا لي لأنني اعترفتُ لكم اليوم ..
تصبحون بألف خير يا أحبابي..