سلام الله عليك أيتها الأستاذة الفاضلة. وعدت بالعودة و ها أنا أعود و ارجوا أن يكون هذا العود أحمد.
وعليكم السّلام والإكرام أستاذي المفضال. دوماً أنت السباق، عود حميد، فمرحباً بك.
بدءا أهنئك على طريقة تناول الموضوع و هندسة بنائه و هذا يدل على حرفيتك في الجانب المقالي من الأدب كما الجانب الإبداعي. مما يجعلني في كثير من الأحيان أشك في عمرك ؟ لأنك شامخة في الكتابة وناضجة في الفكر… اللهم لا حسد !!.
وبدوري أشكرك جزيل الشكر، ولست أدري أحقا أستحق هذا؟ على العموم كلنا طلاب علم هنا، ونتعلم، ولا زال الطريق طويل أمامنا.
لو أردت أن تعرف كم مضى من عمري (فقط حتى لا تشك) فقد مضى منه16 عاماً.
أشكرك مجداً.
أما على مستوى رأيي فاقبلي رأيا ذكوريا تليدا، وان كان الاتفاق هنا ليس ضروريا...
بالطبع على الرحب والسعة.
*******************
كلامكَ حتى/ و معلوم أن تآلف القلوب لا يكون إلا بالحب... ولكن للأسف ابتلينا بالنوع المنحرف حتى إنا إذا ذكرنا الحب نستحيي. و إذا ذكرت هذه الكلمة أمام الأطفال خجلوا و التفت بعضهم إلى بعض و ضحكوا في الكواليس لا لشيء إلا أنهم لا يعرفون إلا نوعا من الحب ظل مرتبطا عندهم بالجنس... !!
هو صحيح كل الصحة.
نقلت هذا الكلام لأقول لك إن هذا الكلام ربما لم يعد حجة دامغة كما تصورتها- يا لك من متخلفة- لأن أبناء اليوم تطبعوا على الرذيلة فمات الإحساس بالغيرة... ماذا لو أجابك هذا الشاب أن الأمر بيد أخته وهي حرة أن تختار طبيعة العلاقة التي تريد...! ؟و ماذا لو قالت لك الشابة إنها عشقت أكثر من واحد و الأمر عادي لأنها مرحلة من الحياة فاتت و هي بصدد بداية صفحة جديدة..... !؟ أقول هذا لأنا نسمع عن آباء يبيعون عرض بناتهم و أمهات يدفعن بناتهن للشارع بحثا عن الزوج و المال أو هما معا.... و إخوة لا يبالون بأخواتهم و يصرحون بذلك.. و إنا لله و إنا إليه راجعون...
يا أستاذي المفضال/ لو كنتَ حضرتكَ تتصورُ إجابة الشاب على هذا النحو، فهذا رأيك، ولكن -برأيي- وبحسب طبيعة المجتمع الذي أعيش فيه، لأكثر من 95% لن تكون الإجابة هكذا أبداً.
حين كتبتُ الموضوع، كتبته من واقع ما أراه، في شوارع مدينتي، أمام المدارس، في الأسواق..إلخ، إضافة إلى أنني قد سألتُ بعض من جربنّ العلاقات الشبابية، وكذلك من الشبان، طرحتُ هذا السؤال على فتاة، فقالت أن أخيها حر؛ حتى تكون هي حرة!
بينما كانت إجابة الشبان الذين طرحتُ هذا السؤال عليهم عكس هذا تماماً، وقد طلبتُ من بعض الفتيات اللئي أعرفهن أن يسألن إخوانهم ذات السؤال، وقد فوجئن بإجابتهم، ولا عجب...
ربما حضرتك تتحدث عن المجتمعات المنفتحة بشكل كبير، لا تؤاخذني (فالحياة في المغرب، ليست كما هي في غزة، وعادات المجتمع المغربي، مختلفة كثيرة عن عادات المجتمع الغزي-لا أقول الفلسطيني-)، فانشغال الأهل بذويهم الشهداء والجرحى والنساء الثكلى، وأبنائهم الذي يرابطون، يبعدهم عن العلاقات والأمور الأخرى، إلا الشباب منهم الذين ملوا هذه الحياة، بغيت الترفيه لا أكثر، ومحبة التجريب والخوض.
ومن هنا، لا أظن أن هناك فتاة من مجتمعي، قادرة على أن تخبر خطيبها -لاحقا- بأنه كان لها عدة علاقات مع غيره من قبل، وإن كان هو لديه الحدس بهذا.
أرني فتاة عربية تترك شاباً ممتلئ الجيوب لأنه يمتلك صديقة، وهو يعيش في دولة غربية!!!؟؟
هذا حصل مع إحدى الفتيات اللاتي أعرفهن...
أقول هذا لأنا نسمع عن آباء يبيعون عرض بناتهم و أمهات يدفعن بناتهن للشارع بحثا عن الزوج و المال أو هما معا
هذا الوضع مزرٍ للغاية أيامنا هذه، فكثيراً ما نسمع عن مثل هكذا أمور، أحمدُ الله أنها نادرة جداً جداً عندنا.
(ربما ستنتقدني، كوني أناقش الموضوع من ناحية مجتمعي فقط، لكن مبرري الوحيد، أنني لستُ مختصة بهذا المجال، ولست أملك أدلة ومعلومات واقعية عن بقية المجتمعات العربية، فكانت الفكرة نابعة من ما أراه على أرض الواقع، ربما هذا يؤملني بأن أجد أناساً متخصصين، يقدمون دراسات (علمية موثقة) حول هذا الموضوع، لنخرج بالنهاية بمتوسط عام، ولنتدارك الحل).
أما المسؤول فالواضح أن التربية انفلتت من يد الأسرة و المدرسة و انتقلت إلى الصحون المقعرة و الإذاعات المائعة و المجلات و الجرائد المنحلة و شبكة الإنترنيت و السياحة فتم التطبيع مع الانحلال و العلاقات المنحرفة ألا نرى بأعيننا ما يحدث في الشوارع العمومية و الحدائق و الشواطئ و رحاب المدارس و الجامعات و ما خفي أعظم !!… ويكفي نساءنا تفاهة أن يبكين على أبطال المسلسلات المكسيكية و التركية و الأفلام الهندية و بعضهن ما خشع قلبها يوما و هي تنظر إلى أشلاء أطفال فلسطين و العراق.. وأمهاتهم الثكالى .. و إلى الله المشتكى..
ققد أصبتَ كبد الحقيقة المؤلمة.
تأملي فعل شعيب عليه السلام في سورة القصص لما أحس أن إحدى ابنتيه و قع إعجاب موسى عليه السلام في قلبها {قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ } فما كان منه إلا أن {قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ }...
لا أخفيك سراً، أنني كثيرا ما قرأت هذه الآية، ولكن الآن فقط، فهمت مغزاها ومعناها.
بالنهاية، (لعلك تريد أن تقول:
إعادة بناء الفرد أخلاقياً وخاصة الشباب صعبة، لكن هناك من أمل).
لعلّ الحل يا أخي الكريم (كما هو حالنا نحن في غزة، وأفخر بهذا)، فأن تجد طفلاً لم يتجاوز 12 من عمره قد أتم حفظ القرآن الكريم كاملاً، وتراه منصاعاً لتربية المسجد، لا يجد أصلاً ما يلهيه، ثم أنه يبكي لم كانت درجته جيد جداً وليس ممتاز، وقت تقييم حفظه للكتاب الكريم، ربما هذا هو الحل.
هذا حال معظم أطفال غزتنا، أما بالنسبة لبقية المجتمعات العربية، التي ولدَ أطفالها على صوت قرع الطبول وعزف الأوتار، ربما يكون الحل منع الملهيات التافهة عنهم، لا أقول منعهم عنها، فمثلاً، الطفل حين يصبح واعياً (وأطفال اليوم يدركون ما يحصل أمامهم، منذ سن 6!) يجب على الأسرة التي تخاف عليه أن تتبع منهجاً يساعدها على إخراجه شاباً جيداً في كبره، فتجنيبهم مشاهدة السيء من برامج التلفاز، وتجنيبهم العيش في الشوارع، ومصادقتهم حتى لو كانوا أطفلاً...هذا كله يؤسس الفرد، ليؤسس الأسرة، لنخرج بمجتمع أكثر سلامةً.
أما أن تجد طفلاً لم يتجاوز العاشرة، يتابع مسلسل (نور) ويعرف حركاته بالتفصيل....!
فما الذي دفع هذا البريئ لأن يعرف هذا المسلسل أو أشباهه؟
باختصار، توجيه العقل الأسري، حتى ولو كان يقول عكس الفعل، سيؤدي بشكل كبير إلى إبعاد الأطفال (كأفراد منذ صغرهم) عن تلك الدوامات.
أشكرك على أسلوبك، وخصوصاً اعتمادك آيات من القران الكريم واستشهادك بها.
وأشكر إطراءك للموضوع، حين قلت:حبيب كالبقرة بلا حليب،و أن الحب غرام وليس حرام فقد أضحكتني بصدق.
سعيدة جداً بك أستاذي المفضال، وبوجودك هنأ.
دمتَ وخالص تقديري