لا يمكن لهكذا مشاعر نازفة، أن تُكتب، لتُقرأ في هذه الأيام المباركة .. إلا أن تكون صادقة، تُغذيها أسرارٌ، يقف خلفها جهل البشر ..
وإن كُنتُ أحترمُ كل ما خلق الرحمن .. بما في ذلك البشر ..
إلا أنني أجـزم أنه ليس بين الخلائق والأمور، ما يستحق أن يُحزنكِ فعله أو فراقه، فتنزفي لأجله بهذا الألم المميت، وإلى ذاك البُعـد السحيق ..
صحيحٌ، أن بعض العابثين يُجيدُ التمثيل والتستر والتظاهر .. حتى أنه ليبدو للشرفاء - أمثالك - بأنه خالٍ من العيوب، عارفٌ بالأسرار، قادرٌ على الفعل، وصادقٌ مثلهم ..
وحقيقة الأمـر أنه ليس بين البشرِ معفيّاً من النقصِ، فلكلٍّ نصيبه من العثرات والجهل ..
ولئن ترآى لبعضنا - ولطيب أنفسهم- بأنهم ربما كتبوا - خطأً - سطراً على صفحة في كتاب حياتهم، وأنه ربما صار ذلك السطرُ لعنة تلاحقهم، وبقعة في جدار إنسانيتهم، وثغرة يبتزهم منها الجبناء العالمون ببعض خيوطها ..
ألا فلنتذكر، بأن أولئك الآخرين الشامتين الساخرين العابثين الجاهلين .. يحيون بين أكوامٍ من الأسرار والأظلام والأغلاط، ما تكاد السموات يتفطرن لهولها، .. مما لو كان في حياة غيرهم جزء منها لماتوا ألماً لفداحة ما ارتكبوا، بعد أن يفيقوا من غفلتهم !
إن الجهل يُبدي للجاهلين محاسن فيهم يفخرون بها، وليس لها في واقع الحال من وجود، ويُغريهم بإخفاء عيوب ليس تخفى سوى على الجهلاء أمثالهم !
أجـدُ الإيمان والصدق والمعرفة تجبر أهلها على البوح بحقيقة ما لديهم، فيندمون على زلاتهم .. لأنهم يسعون بفطرتهم ويسمون بأنفسهم، نحو الكمال، فيصطدمون بعيوب بشريتهم التي لم يُعفَ منها رسول ولا نبي !
فابشري بصدق الإيمان، وطيب النفس، ووعي الضمير .. واضربي بكيد الكائدين وشماتة الجاهلين .. عرض حائط الصبر المتين والعلم اليقين !
واعلمي - وكما قالت الأخت الأستاذة\ نورية- أنه لديكِ من المحبين والعارفين بقدركِ ومقامكِ مَنْ لا يرضون بحزنك لحظة، ولا يقوون على رؤية الدموع تسيل منكِ، إلا أن تكون دموع شدة الفرح وعمق السرور وغمرة السعادة ..
كل عام وأنتِ - وكل الأحباب بالواحة - بخير ..