أهتم كثيرا بالورقة التي تحتضن كلماتي ,,ونظرا لأهمية المحتوى لزم الإهتمام بالوعاء... وتأكيدا على تضمين الغلاف مبادئ المعاني ودعمها بوابل الأغاني صدحا وشدوا ...
وإلا كيف أصب ماء الشرب على كأس زجاجي يعاني من الشروخ حتى وإن بلغ الظمأ في حنجرتي مبلغ حنين الفيافي لاوائل الرش...
وأهتم أيضا أن أصبغ لونا خاصا على حروفي حتى يستدل عليها عابر سبيلٍ زاده التأمل ومزاده سلعة ثمينة من الأمل لأنه مقبل بصدق السفر وإن كان مدبرا بحكم القدر , يترك ذكريات توارب بابها على نافذة قصية زاهدة و عصية لا يؤطرها الوهم ولا يشغلها سدول سجاف العنكبوت ...
و إن بزغ القمر يُحدث نوره جلبة صوت مضيئ كي يؤشر ببنانه الفضية على ودجي الذي يتنحى عن النفخ مهما علا صوتي ....كما أهتم بالحبر ان لا يكون اقل جودة من القلم الذي أكتب به وكذلك باقي عناصر الكتابة ..الحرف /المعنى/ الأمنية/ الفكرة / وحاولت أن لا أتنازل عن جودة أي عنصر ,, وكنت صارمة في رفض قبول التضحية بواحد منهم ....ما الذي يجبر الحرة على إجتراع التضحية ..إنه وشم القصيدة في مبادئ العشيرة ..وقلادة إمراة سعيدة قبل أن يدركها الندم فوق الجسور البعيدة ... الخوف لا يبرره الحرص ..كنت نشيطة كالفراشة ...
كنت أقوم بصيانة الفكرة أضع لها أخر لمساتي كما يفعل الجندي الذي وقعت فصيلته هدنة مؤقتة لمعركة مقبلة مداعبا بندقيته كلما نظر اليها ...
ثم أنتقلُ الى التقاط القلم ..أطبق على رقبته بحنان بين سبابتي وإبهامي ..ثم تحتضن راحة يدي الورقة لأصل في نهاية المطاف الى المعاني التي أجدها في أمس الحاجة الى برهنة لبها وتعريض الشمس لناصيتها ..اذا كنا في الشتاء كنت أزيح عنها طبقة الجليد بشموع بناني ..ولو أحترقت خضرة جناني ...وإن كنا في الصيف آتي بها بغمام أشبه الى بيادر القطن ..ومساحات من الأبيضاض ..لإضفاء عنصر السلم وليس إستسلام ..كان من الصعوبة بمكان جمع هذه الصفات في مكان واحد ..لم أياس لأني مسكونة بالإصرار حد العناد ومع هذا أحرزت جزءا من المعادلة وكان لابد من إنفلات أحد العناصر مما جعل المبنى ينهار بديناميت صوت خرج من سمعي متأثر بأحداث خارجية ووقع المبنى بأكمله فوق راسي حتى تداعت آخر قطعة من الغبار الذي تكدس منذ سنين على سطح البيت ....وكأن الغبار كان عمودا يثبت الأس لهذا البيت المتداعي .......وخسرت كل شيء ولم يبق معي من كل هذا ..سوى أنا ..