طفولة أشتاقها ...
حينما تنهمر على الرأس صباحات الفجر القديم ..
ذاك الذي كنا نرتمي في حضنه كأطفال الشمس ؛
تشرق بنا وحينما تغرب تنطفئ كل مناشطنا؛
حتى أغنياتنا الطفولية التي تنهمر كسيالات عصبية متدفقة في مجاري الأجساد تنطفئ حينما نغمض الجفن وقت النوم ..
لازلت أتذكر حكايات جدتي العتيقة مثل لذاذات حلوى أستطعمها في فمي ...الآن هي في فمي طعما فاره ..
كم أشعر بحدة الفراق لكل شيء..
ذبنا شوقاً ..
للجري على رمل الحب ذاك ..
أيامنا ,صحونا, ألعابنا مع جدي الحبيب ..
نتهامس متى نعدو معه؟؟ حيث يذكرنا بعروبتنا وبتراثنا... كيف هي أيام الطين والصخر ؟؟
علمنا كل شئ علمنا بإختصار الصبر لكن كنت تلميذة فاشلة أعرف مقصده لكن لم أتعلم فعلياً..
حتى قهوته العربية علمني إياها كيف أكون حذقه وأنا أسكبها له..
جداي
ـــ جعلكما ذخر لي وأطال لي في عمريكما وجعلكما الرحمن ترفلان في أثواب الصحة ـــ
إني أشتقكما أيام طفولتي لا أدي هي أحلى أيامي..
هي لوحة جنباتها تتضوع منها عطور شرقية ..
فواحة ..
كقرنفل معجون ؛في نسمات البن المطحون؛
وفضاءات من هال مسكوب؛ وكذا صندل ؛مع عود أزرق من دهن معتق ..
حبي الأندلس المفقود هو حب الطفولة التي أشتاق..
عذرا كتبتها في صبحي هذا وكأنها شرارة أشعلت ثورة طفلة تتذكر ما كان
فهذه صفحتي منذ الآن لباحات الطفولة التي أعشق بمشيئة الله ..
15-11-2008