الجميل المورق / أحمد عيسى
إن الأدباء و الدارسين يميزون بين الخطاب السردي ( و الذي يشمل كل ما تفضلت به من فنون النثر عامة و أضيف إليها الخطابة و الأمثال و الحكم ) و الخطاب الشعري . و نحن لسنا بهذا الصدد بأي حال من الأحوال .
أنت قلت ( ولكن ما أشعر أنه لا يحمل جميع عناصر القصة أعتبره نثراً ... ) يعني هناك اتفاق ضمني بيننا هنا كمتابعين و متذوقين أن هناك ما يفرق مثلا الكتابة القصصية عن البوح و الخاطرة و رصد حالة شعورية معينة بأسلوب يختلف عن سردية القصة أو الرواية مثلا و هذا ما أطلق عليه مسمى السرد البوحي .
لذا فهناك قسم للقصة و الرواية و قسم للنثر و هذا هو السائد بيننا في جميع المنتديات الأدبية على الشابكة تقريبا ... و لذا فمنطلق القراءة نفسها له خلفية متجسدة في ذهن المتلقي آنفا و هذا ما يجعلنا نميز بين القصة ( متكاملة العناصر كانت أم لا ) و بين غيرها من كتابات و ليس من معنى أن النص القصصي الغير مستوفي الشروط يدخل في سياق النص النثري الذي نتناوله بعيدا عن القصة ( ما أقصد أنك جعلت النثر الذي ذكرته في ردك على أمنا وفـاء سلة مهملات لنصوص لها قواعدها المعتمدة و المعترف بها أدبيا ) و هذا ما أثار في نفسي بعض الشجن , لأن هناك نصوص بوحية تفوق أحيانا النص الشعري نفسه , بما أن الشعر هو ديواننا نحن العرب و ليس دخيل كالقصة و الرواية التي شربنا عناصرها و أحكامها من الأدب الغربي .
أظن أن هذا هو التناول الذي شاع بيننا في تصنيف النص النثري حتى و لو كان خاطئا فهناك قاعدة تقول أن الخطأ إذا شاع أصبح صحيحا . و من جانب آخر فالقراءة نفسها و طريقة التعامل مع النص هي مشكلتنا الحقيقية التي لا بد لنا أن نحررها من قيد المألوف .
و للحوار بقية ...
تحيتي الخالصة .