لم يتصور مصعب الخير يوما أن تهواه تلميذة لأوفيد
لم يكن ليعلم و هو من طلق الدنيا
أن ابنة الدنيا.. تلميذة الروماني ... ستكون مع حبه على موعد
بعد ألف و مئات من السنين
كنت تقرأ اسم أوفيد محفورا على حركاتها و سكناتها و ابتسامتها
كل ما فيها يشير إلى صانعها و أستاذها
كم أجادت دروسه و أتقنتها
كم أمالت عن الصواب قلوبا
و عرفت الفتى العطر
تنشقت
أدركت و هي الخبيرة سحره
و كم يفوق جودة ما كانت تعرفه و يجلب لها
أحبت الفتى
أصيلا منعما
بدأت تتبعه في طرقات مكة
غير أبهة للهيب الحجارة تحت قدميها
تتنسم العطر
تتنعم بأصله النبيل
و جمال طلعته
دخل مصعب دار الأرقم و دخلت معه
جلس بخشوع أمام معلم الخير عليه صلوات ربي و سلامه
و جلست تلميذة الروماني
بكى مصعب حبا
و بكت توبة
أسلم مصعب في دار الأرقم
و أسلمت
طلق الدنيا هناك
و طلقت أوفيد
أرسله المصطفى داعيا إلى المدينة
فأعدت حقيبتها مسرعة
تركت زجاجات باريسية
كل الأصباغ و الحلي
كل أثواب الفتنة
و ديوان أوفيد ملقى يستعر غيظا
في بيوت المدينة
أسلمت مع كل قلب هداه مصعب
و عاشت معه تتعلم فن الدعوة
يوم الهجرة
كان قلبها مع الواقفين
يحلق عاليا
تنظر إلى فرحة مصعب و تبكي فرحا
عاشت رومانية الطباع في المدينة
مع مصعب ...تزور بيت عمر و تتهيبه ...تتعلم فنون الحرب من خالد
و أصول الإنفاق من عثمان
عاشت مع أهل الصفة سعيدة
و عاد أوفيد إلى بلاده يائسا
في بدر كانت هناك
تنظر إلى فتاها الشهيد
تحاول تغطيه قدميه و رأسه معهم فلا تفلح
و دمعت لدمع الحبيب على مصعب
نادت
لمن تتركني ؟؟؟
أشار الفتى المعطر بريح أهل الجنة
إلى معلم الناس الخير
أسرعت تقبل من تحت قدميه الشريفتين التراب
تعيش قربه و تحفظ الكتاب الكريم
و لأنها تحب العطور
فقد احتفظت لنفسها
بزجاجة جمعتها من جراح الشهيد
و ما تزال تأمل لقياه يوما
و تأمل بعطر الشهادة
من جرحها هي
كما فعل مصعب