عفا القلب عما تلف
--------------------------------------------------------------------------------
جئتك حبرا منهمرا على منابت الطروس ، فما أنبتُّ فيك لا كمأة ولا بذرة ! أهو حبري أم هو قلبك ؟! . قلمي - يا فاردة - أعيذه كل جرعة حبر من وعثاء السطور ، أطويها على عجل ، فأينما رام الحرف مستقرا حط فيه ، فما حبَّرت وما قدمت وما أخرت وما تأنقت ، حروفي تأتيك حفاة غرلا كما بُعثت ... أيا ليلى ! أوما كنتِ ترين أثر نبش أظفاري الباذرة آمالي في ذرى القلب ، فتحيا حينا من الحلم حقيقة ، ثم تموت على مرأى من عينك الساهية غريقةَ حممٍ فجرها برودُك ...
أيا ليلى ! عفا القلب عما تلف غلظة تلو هجر ، فما الذي أبقيتِ فيه ؟! ها هو مضغة تلوكها ليالي السهر ليغفر كفرك ، وليصبر على هجرك ، وليرجو منك وصلا وإن كان في طيه الألم ؟!
ما أنت - يا ليلى - إلا بلاء كتب علي ، فلأصبرن على ما قدر لي فيك ، وأما بلاء النعمة فقد كفيتنيه غير عامدة بله مشفقة .
أحقا - يا ليلى - أنها تستهويك السطورالطوال المغرقة بالخيال التي اسلمت للمجاز زمامها ، فسطر يقرأ بمجهر ، وسطر ملغز ، وسطر أعجمي ، وسطر معرب ، وهكذا دواليك حتى تشدهي به وتفتني ؟!
هاكِ ذوقي حبرا مصفى من عشق لا شرقي ولا غربي من صميم قلب عربي ، لا يعرف كيف تُهدى الورود الحمر التي تذبل غداة غد ، ولكن يحسن أن يذرف دمع عين تغض الطرف حياء من الله لطالما أسهرها تأملا فيك خيالا ، ويود لو يقصرها بصرا فيك حلالا ، ويجود بقلب حياته أن يموت فيك عشقا يعزف نبضه على مقام الهوى اسمك واسمي ترانيم حمد وجمال وطهر ... ، ولكني أيقنت بأنك لحن لن أسمعه ، ورسم لن أبصره ، وعسى أن يكون صبري على بلاء فقدك أحسن عاقبة من شكري بلاء نعمة وصلك .
ليلى ! ألا يا ليتني كنت فيك أعجميا نبضة قلب أو جرة حرف