حدقة بحدقة, وعين بعين بين نفسٍ هالكةٍ غدا -ولا تعلم- ونفسٍ لا تعلم بأي أرضٍ تموت , فربما كانت قبلها أو حتى قبل أن تبارح قدمي موطِئي .
نظرت إلى عين خروف الأضحية, أمعنت جدا في دائرة عينه لا أعلم لم َ أرى بشائر عالم الآخرة بها, ونهايات عالم الدنيا الدني ُّ, ترى هو اليوم هنا وغدا هناك ؟
حيث الرحلة الأبدية المختومة بتأشيرة اللاَّعودة.
فلم أعلم أأغبطه أم أحمد ربي أن جعلني من ذرية آدم؟ .
أأغبطه لأنه سيذهب قرباناً مضمَّخاً بدمه إلى رب العالمين, فَيَقْدِم إليه و هو من صنيعة يديه ؟.
حقاً,ما أصعب فواصل الليل والنهار إذا تتالت دون سابق إنذار , حين يغمس الشتاء الصيف بلا قطرات مطر , حين تنكسف الشمس ليظهر القمر وينخسف هو لتظهر هي, هكذا كل شيء فجأة .
لا زلت أرقب حدقة عينه, فليس من الهين أن تستشعر نافذة من الآخرة تطل على الدنيا, وانصرفت وأنا أقول لضم صوتي لأكثر من مليوني حاج: ( الله أكبر ,الله أكبر, الله أكبر كبيرا,والحمد لله كثيرا ), نعم سبحانك يا أكبر من كل شيء, ونحمدك على أن اصطفيتنا من أمة محمد -صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيرا- .