السلام عليكم جميعاً ..
كانت مشاركتي الأخيرة موجهة بالأساس إلى الإخوة المتابعين والمشاركين، حيث إنني لم أجد بين المشاركات -كلها تقريباً- من اختص نقطة بعينها بالتحليل - تأييداً لهذا الطرف أو ذاك - من النقاط العديدة التي أشار لها أخي \ راضي، في قراءته النقدية.
ولأن المشاركة كانت موجهة للجميع، فقد اتسمت بتعميم الخطاب تمشياً مع لغة المشاركات.
وقد خصصت جزءاً كبيراً من تلك المشاركة لمدلول مفردات العنوان .. فكما يُقال .. المكتوب يُقرأ من عنوانه.
حيث إنني لو أغفلتُ العنوان، لكان ذلك دليلاً على أنني أدّعي القدرة على التأويل، أو أنني أجهل معنى كلمة تأويل .. فلا أُفـرّق بين التأويل التفسير.
وقد لاحظتُ أن أخي\ راضي الضميري- سامحه الله، في رده الأخير، يتهمني بالقصور، وبالتراجع عن تعهداتي السابقة.
وهو بذلك يعتقد أو يتوهّم بأن ما كتبته في تلك المشاركة هو كل ما أملك، وهو (خفي حنين ) اللذين عدتُ بهما بعد غيبتي الطويلة كما قال.
وأنا الآن هنا لأقول وأتساءل:
أولاً يجب مراعاة الأمانة العلمية عند نقل النصوص المستدل بها.. حيث إن إخراج جزء من النص خارج سياقه بقصد نقده والاستدلال به ضد كاتبه ... هو أمرٌ معيبٌ ولا يليق بنا، وربما يشي بنية مبيتة لا بالبحث عن الحقيقة. وذلك كما فعلت ..أخي راضي، في مشاركتك الأخيرة، فأتيت بأجزاء من كتاباتي - خارج سياقها -، وكان الأجدر بك أن تحاورني عنها وتنتقدها حيث هي في سياقها وموضوعها الكامل، أو أن تأتي بكل ما يتعلق بها من أجزاء النص لتكتمل الصورة لدى القارئ. وأنا على يقين من أنك تدرك هذه الحقيقة جيداً..
فلاحظ أخي راضي، أنني عندما قلتُ بأن الأخ راضي، ينفي عن نفسه القدرة على التفكير، كما ينفي عن نفسه أن يكون باحثاً أو مثقفاً. حينها نقلتُ نصك كاملاً، ولم أجتزئ منه ما يخدم أهدافي كما تفعل أنت مع بالغ الأسف.
فأنت يا أخي راضي، قد قلت عن نفسك( وهذا لقب لا أستحقه ولا أسعى لبلوغه – كما أنني لست أدّعي الثقافة – وهذا منصب لم يكن يومًا من أولوياتي – ولم أكن باحثًا – ولهذا شروط لا تتوفر فيّ – ...) .. فقد كان بإمكاني نقل هذه الجزئية فقط، لو أنني لا أمتثل للمنطق والحق والأمانة العلمية .
فأنت لم تقل فقط ما اجتزأته وأدرجته في مشاركتك الأخيرة وكأن هذا ما انتقدتك فيه.. من أنك لا تكتب ليقال عنك مفكراً. فهذا إخفاء للحقيقة واستغفال للقارئ ومدحٌ للذات وتنزيه وتبرئة لها ( وأنت كما تقول لا تقبل مثل هذا الأسلوب، كما أنني لا أقبله لك)، وهو كذلك استدرارٌ لتعاطف القارئ، ودخول من الأبواب الخلفية لقلوب القراء .. كما تعلم .
فليعلن الإنسان عن نفسه صراحة، من يكون وماذا يمتلك من قدرات .. وما يكتبه سيشهد له أو عليه. فالقراء والأعضاء وإدارة الموقع ليسوا سُذجاً ليمنحوا لقب المفكر أو الكاتب أو المثقف لكل من هب ودب كما تـزعم وتعتقد وتتهم.. فهم عقلاء ويقرءون ويُقارنون ويتابعون ويسألون ..
ثم من هو العاقل من وجهة نظرك، الذي يقول عن نفسه أنا مفكر أو مثقف. ومن هم البُلهاء الذين سيُصدقونه أو يُجاملونه لمجرد رغبته أو جنونه أو بلاهته.
وفي المقابل، فإن من يُعلن بأنه لا يستحق لقب المفكر، وأنه ليس باحثاً ولا مثقفاً- وأن الشروط الواجب توافرها في هذه الألقاب تنقصه - في زمن أضحت فيه الثقافة والمعلومات في متناول الجميع .. فذلك أمرٌ يدعو للتساؤل والتردد في محاورته.
فالحوار جهدٌ ووقتٌ كما تعلم، ولسنا هنا للتسلية وإضاعة الوقت مع من يضع مثل هذه العراقيل في طريق الحوار، ويُسفه الأمر قبل انطلاقته.
فهل أنت يا أخي راضي الضميري\ مستعدٌ للحوار بأفكارك وقناعاتك الذاتية الآنية - بغض النظر عن مصادرك الأساسية!
وهل أنت جادٌ فيه وقادرٌ عليه وراغبٌ فيه.. بحثاً عن حقيقة مبرهنة يقبلها العقل الذي هو مناط التكليف!
وهل أنت جاهز للمتابعة( لا أقصد متابعة يومية فلكل منا ظروفه والتزاماته الأخرى) !
أم أنك ممن يؤمنون بأن الإيمان يكون من وراء العقل ودون موافقته. ويعتقدون بأنهم يمتلكون الحقيقة وكفى، وأنه على الآخرين الامتثال لآرائهم والسير وفق قناعاتهم.
فهم ينظرون لأنفسهم بأنهم مهتدون راشدون لا غبار على صحة إيمانهم. وينظرون إلى غيرهم كضالين يجب نصحهم أو ردعهم.
أسألك بالله، أن تجيبني بأمانة، أو أن تقول لا إجابة!
من أي الفريقين أنت!
هل أنت من الفريق الذي يُعـوّل على الفكر، ويؤمن بأن الحقيقة الكاملة المبرهنة لا يمتلكها أحد من البشر. فيُجدي معك الحوار الفكري وتُقيم للعقل وزناً، حيث يمكن محاورتك بالعقل وبنصوص القرآن مباشرة! وتقبل نتائج الحوار إذا تعارضت مع مسلماتك السابقة !
أم أنت من الفريق الذي يضع النتائج مسبقاً وقبل انطلاق الحوار، حيث لا جدوى من محاورته، فهو يرى في نفسه مؤمناً راشداً، ويعتقد جازماً بأنه على صواب، وأن رسالته هي هداية المخالفين له في الرأي .. وكفى!
وللتذكير أقول إن بعض النقاط التي أثرتها في قراءتك هي أكبر من أن تعالج في مشاركة كغيرها من النقاط الصغيرة، فربما احتاجت منا بعض النقاط لموضوعٍ منفصل لتأخذ حقها من الكتابة والقراءة الدقيقة... كموضوع الناسخ والمنسوخ .. مثلاً ...
أما موضوع غيابي مؤخراً، فلا علاقة له بموضوعك، وقد كتبتُ عنه في ( سجل الحضور والغياب).. والله شاهد ويعلم الصادقين من عباده ويعلم المفترين!
أخيراً .. أنتظر منك جواباً إيجابياً وواضحاً لا لبس فيه، على تساؤلاتي أعلاه، لنبدأ بعدها الحوار حول نقاطك واحدة واحدة- كما وعدتك ووعدت الأخوة المشاركين والقراء.!
وأنا أدعو باسمي وباسمك بقية الزملاء إلى المتابعة والتقييم.
وقد أدعو إدارة الملتقى والرابطة لمتابعة هذا الحوار، وتقييم النتائج والحكم على الأفكار، وتوثيق الموضوع !!!
تقبل تحياتي، واعتذاري الصادق، إذ يبدو أن مشاركتي السابقة قد أثارت حفيظتك، مع أنها موجهة للآخرين بالأساس. حيث إنني لم أجد منهم من تساءل حول العنوان والفرق بين التفسير والتأويل؛ كما لم أجد في مشاركاتهم الدقة والتفصيل المتوقعين!
أشكرك، وتحياتي للجميع ..